الصغرى، فقال علي -رضي الله عنه-: إنها لا تكون موءودة حتى تمر بالتارات السبع {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ...}(١) إلى آخر الآية".
حدثنا صالح بن عبد الرحمن، قال: ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: ثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن معمر بن أبي حُيَيَّة قال: سمعت عُبيد بن رفاعة الأنصاري قال: "تذاكر أصحاب رسول الله -عليه السلام- العزل ... " ثم ذكر مثله وزاد: "تعجب عمر من قوله، وقال: جزاك الله خيرًا".
فأخبر علي -رضي الله عنه- أنه لا موءودة إلاَّ ما قد نُفخ فيه الروح قبل ذلك، وأما ما لم ينفخ فيه الروح فإنما هو مواتٌ غير موءودة.
وقد روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أيضًا نظير ما قد ذكرنا عن علي -رضي الله عنه-:
حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، قال: ثنا الأعمش، عن أبي الودَّاك: "أن قومًا سألوا ابن عباس عن العزل، فذكر مثل كلام علي سواءً".
فهذا علي وابن عباس -رضي الله عنهم- قد اجتمعا في هذا على ما ذكرنا، وتابع عليًّا على ما قالَ عمرُ -رضي الله عنه- ومن كان بحضرتهما من أصحاب رسول الله -عليه السلام-، ففي هذا دليل أن العزل غير مكروه من هذه الجهة.
ش: أي: ثم قد روي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- دفع ما روي عن جدامة بنت وهب والتنبيه على فساده؛ وذلك لأن عليًّا -رضي الله عنه- قد بيَّن في حديثه أن الموءودة لا تكون إلاَّ فيما نفخ فيه روحٌ، وأما ما لم تنفخ فيه الروح فإنه في حكم الجماد والموات فلا تكون موءودة، وكذلك قال ابن عباس لما سئل عن العزل وكفى بواحد منهما حجة، فكيف إذا اجتمعا على قضية واحدة فإنه لا يعدل عنها, ولا سيما وقد تابع عليًّا عمرُ بن الخطاب على ما قاله علي، وكذلك من كان بحضرتهما من الصحابة، فصار ذلك كالإجماع على أن العزل غير مكروه من هذه الجهة.