الرقَاشي، قالوا: ثنا وهب بن جرير، قال: نا أبي، قال: سمعت النعمان بن راشد يحدث، عن الزهري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر -رضي الله عنه- نحوه.
قوله:"مجبية": يعني على وجهها، وقال ابن الأثير: أي منكبةً على وجهها تشبيهًا بهيئة السجود، وقال أبو عُبيدة في حديث عبد الله وذكر القيامة فقال:"وتجبُّون تجبية رجل واحد لله رب العالمين": والتجبية تكون في الحالين:
أحدهما: أن يضع يديه على ركبتيه وهو قائم.
والوجه الآخر: أن ينكبّ على وجهه باركًا، قال: وهذا الوجه هو المعروف عند الناس، وقد حمله بعضهم على أنهم يَخرُّون سجَّدًا، فجعل السجود هو التجبية.
قلت: هو من جبَّى يجبِّي، كعلَّى يُعلِّي تعليةً، ومادته: جيم، وباء موحدة، وألف.
قوله:"إذا كان ذلك في صمام واحد". بكسر الصاد المهملة، أي إذا كان في مسلك واحد، والصمام ما يسدّ به الفُرجة، فسمي به الفرج، ويجوز أن يكون التقدير: في موضع صمام واحد، على حذف المضاف، ويروى بالسين "في سمامٍ واحد" أي مأتى واحد، وهو من سمام الإبرة: ثقبها.
الثاني: عن يونس بن عبد الأعلى، عن عبد الله بن وهب، عن عبد الملك بن جريج المكي ... إلى آخره.
وهؤلاء كلهم رجال الصحيح.
قوله:"مدبرةً ومقبلةً". منصوبان على الحال، والتقدير: يأتي أحدكم امرأته حال كونها مقبلة، وحال كونها مدبرةَّ، ويجوز أن يكون خبر كان المقدر، أي: سواء كانت مقبلةً أو مدبرةَّ مَا دام الوطء في الفرج.
قوله:"ففي توقيف النبي -عليه السلام- إياهم في ذلك". أي في وطء امرأته على الفرج، "إعلامٌ منه" أي من النبي -عليه السلام-.