كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار

ص: كتاب الطلاق - ص: باب: الرجل ينفي حمل امرأته أن يكون منه - ج: 11 - ص: 290

قوله: "منذ عفرنا" بالفاء، ويروى بالقاف وهو خطأ، ذكره ابن الأثير في باب العين المهملة بعدها الفاء، وقال: التعفير أنهم كانوا إذا أبَّروا النخل تركوها أربعين يومًا لا تُسقى لئلا ينتفض حملها، ثم تسقى، ثم تترك إلى أن تعطش، ثم تسقى.

وقد عفَّر القوم إذا فعلوا ذلك وهو من تعفير الوحشية ولدها، وذلك أن تفطمه عند الرضاع أيامًا ثم ترضعه، تفعل ذلك مرارًا ليعتاده.

قوله: "بعد الإِبَار" بكسر الهمزة وتخفيف الباء الموحدة، اسم من أَبَرْت النخلة فهي مأبورة، إذا أصلحتها، وكذلك أبَّرتها بالتشديد فهي مؤبرة.

قوله: "كان حمش الساقين" أي: دقيق الساقين، يقال: رجل حمش الساقين، وأحمش الساقين، أي: دقيقهما، ومنه حديث علي -رضي الله عنه- في هدم الكعبة: "كأني برجل أصعل أصمع حمش الساقين قاعد عليها وهي تُهدم" (١).

ومنه حديث صفته -عليه السلام-: "في ساقيه حموشة" (٢).

ومادته: حاء مهملة وميم وشين معجمة.

قوله: "أصهب الشعر" الصهوبة في الشعر حمرة يعلوها سواد، ورجل أصهب: الذي تعلو لونه صهبة، وهي كالشقرة.

قال الخطابي: المعروف أن الصهبة مختصة بالشعر.

قوله: "وكان الذي رُميت به" أي كان الرجل الذي رميت به امرأة العجلاني هو شريك بن السحماء -بسين وحاء مهملتين وألف ممدودة- وهي أُمُّه، وأبو عَبَدة -

---

(١) رواه عبد الرزاق في "مصنفه" (٥/ ١٣٧ رقم ٩١٧٨) بنحوه.
وقال عبد الله بن أحمد في "العلل ومعرفة الرجال": حدثني أبي، قال: سمعت سفيان يقول: أصعل: صغير الرأس، أصمع: صغير الأذن. وانظر "فتح الباري" (٣/ ٤٦١).
(٢) أخرجه الترمذي في "جامعه" (٥/ ٦٠٣ رقم ٣٦٤٥) وقال: حسن غريب من هذا الوجه صحيح.
وأحمد في "مسنده" (٥/ ٩٧ رقم ٢٠٩٥٥)، والحاكم في "مستدركه" (٢/ ٦٦٢ رقم ٤١٩٦) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي فقال: حجاج لين الحديث.