وروى البيهقي أيضًا (١): من حديث حصين بن مخارق، عن سفيان، عن بختري العبدي، عن عبد الرحمن بن مسعود، عن علي -رضي الله عنه-: "الغنيمة لمن شهد الوقعة".
قلت: الذي قاله الشافعي لا يجدي شيئًا؛ لأنه عن مجهول، والذي رواه البيهقي لا شيء؛ لأن في إسناده ابن مخارق، وهو يضع الحديث؛ قاله الدارقطني.
قوله:"غزوا نُهَاوند" وهي بضم النون وفتح الهاء، وفي آخره دال مهملة، مدينة جنوبي همدان على جبل، وكانت بها وقعة عظيمة للمسلمين في زمن عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه-، وكان فتحها في سنة إحدى وعشرين من الهجرة على يد سعد بن أبي وقاص.
قوله:"أيها الأجدع" الأجدع: مقطوع الآذان، وقد فسره البيهقي في روايته.
قوله:"فهم" أي أصحاب النبي -عليه السلام- "ممن تكافئ" أي تساوى قولهم بقول عمر بن الخطاب، فإذا تساوى القولان فلا ترجيح لأحدهما على الآخر إلا بدليل من كتاب أو سنة أو قياس صحيح.
والنظر الصحيح إذا تؤمل فيه يشهد ترجيح قول هؤلاء الصحابة على قول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وهو ما ذكره الطحاوي بقوله:"فنظرنا في ذلك. . ." إلى آخره.
قوله:"من حضر الوقعة" في محل الرفع؛ لأنه فاعل لقوله:"ما بذل به نفسه"، فافهم.