قوله:"فيها قنو حشف" بالإِضافة، والحشف -بفتح الحاء المهملة والشين المعجمة-: اليابس الفاسد من التمر، وقيل: الضعيف الذي لا نوى له، كالشيص.
قوله:"وأَمَ والله" أصله: أما والله، وهي كلمة استفتاح تذكر غالبا قبل القسم.
قوله:"العوافي" قد فسر ذلك في رواية الطبراني بأنها الطير والسباع.
قال الطبراني (١): نا أبو مسلم الكشي، ثنا أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرة، عن عوف بن مالك:"أن النبي -عليه السلام- دخل المسجد وبيده عصا، فرأي أقناء معلقة، فطعن في قنو منها فإذا فيه حشف، فقال: من صاحب هذا؟ لو تصدق بأطيب منه، إن صاحب هذا ليأكل الحشف يوم القيامة، ثم قال: يا أهل المدينة لتدعونها للعوافي أربعين عاما، قيل: وما العوافي؟ قال: الطير والسباع".
قلت: العوافي جمع عافية، يقال: طير عاف على الماء أي عائم عليه، ليجد فرصة ليشرب وقد عاف يعيف عيفا.
ص: وقد روي عن رسول الله -عليه السلام- في إباحة أكله أيضًا ما حدثنا يونس، قال: أنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس ومالك، عن ابن شهاب أخبرها، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن ابن عباس:"أن خالد بن الوليد دخل مع رسول الله -عليه السلام- بيت ميمونة -رضي الله عنها- فأتي بضب محنوذ فأهوى إليه رسول الله -عليه السلام- بيده فقال بعض النسوة اللاتى في بيت ميمونة: أخبروا رسول الله -عليه السلام- ما يريد أن يأكل منه، فقالوا: هو ضب، فرفع يده، فقلت: أحرام هو؟ قال: لا, ولكنه لم يكن بأرض قومي، فأجدني أعافه، فاجتررته فأكلته، ورسول الله -عليه السلام- ينظر إليّ فلم ينهني".
حدثنا محمد بن عمرو بن يونس، قال: حدثني أسباط بن محمد عن الشيباني، عن يزيد بن الأصم قال: "دعينا لعرس بالمدينة، فقرب إلينا طعام فأكلناه، ثم قرب