للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: يا رسول الله، إنه لم يبق من مالي إلا حُمُر، فقال رسول الله -عليه السلام-: أطعم أهلك من سمين مالك، وإنما كرهت لكم جوال القرية". انتهى.

وهذا الحديث مختلف في إسناده: ففي الطريق الأول: عن ابن معقل عن رجلين من مزينة.

وفي الثاني: عن عبد الرحمن بن معقل، عن عبد الرحمن بن بشر، وفيه أبجر أو ابن أبجر.

وفي الثالث: عن عبد الله بن معقل عوض عبد الرحمن بن معقل.

وفي الرابع: في رواية الطبراني: عبد الله بن بشر عوض عبد الرحمن بن بشر، وهذا اختلاف شديد، فلا يقاوم الأحاديث الصحيحة التي وردت بتحريم لحوم الحمر الأهلية.

وقال البيهقي (١): هذا الحديث معلول، رواه شعبة في إحدى الروايتين عنه، عن عبيد، عن عبد الرحمن بن معقل، عن عبد الرحمن بن بشر، عن ناس من مزينة، أن ابن أبجر سأل النبي -عليه السلام-.

وفي رواية أخرى عنه، عن عبيد، عن عبد الله بن معقل، عن عبد الله بن بشر، وروى مسعر عن عبيد، عن ابن معقل، عن رجلين من مزينة أحدهما عن الآخر: عبد الله بن عامر بن لويم، وغالب بن أبجر قال مسعر: وأرى غالبًا الذي سأل.

وروي عن أبي العميس، عن عبيد بن الحسن، عن عبد الله بن معقل، عن غالب، ومثل هذا لا يعارض الصحاح المصرحة بالتحريم.

وقال ابن حزم (٢): هذا الذي ذكرتم باطل؛ لأنها كلها من طريق عبد الرحمن بن بشر وهو مجهول، والآخر من طريق عبد الله بن عمرو بن لويم وهو مجهول، أو من طريق شريك، وهو ضعيف، ثم عن ابن الحسن ولا يدرى من هو،


(١) "السنن الكبرى" (٩/ ٣٣٢ رقم ٥٥).
(٢) "المحلى" (٧/ ٤٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>