قال القاضي عياض: قالوا: ولعل قولهم "قدر" تصحيف من الرواة، وذلك أن في كتاب أبي داود:"أنه -عليه السلام- أُتي ببدر"، والبدر هاهنا الطبق، شُبِّهَ بذلك لاستدارته كاستدارة البدر.
ثم قال: والصواب: "ببدر" أي طبق، وكذا ذكره البخاري عن أحمد بن صالح، عن ابن وهب في هذا الحديث، وقال:"أتي ببدر" وقال ابن وهب: يعني طبقًا، وذكر ابن عفير. رواه عنه "بقدر".
قلت: الصواب ما قاله القاضي أنه "ببدر" لأن في نسخة القدر قالوا: ظاهر هذا أن الكراهة باقية مع الطبخ، وهذا خلاف للحديث الذي فيه:"فمن أكلهما فليمتهما طبخًا" فإذا كانت النسخة "بدرًا" لم يكن هذا مناقضًا لحديث الطبخ؛ لأنه يحتمل حينئذ أن يكون كانت نيئة؛ فافهم.
قوله:"طبق" بالجر، عطف بيان، من قوله:"ببدر"، وهو ليس بموجود في غالب النسخ، والصواب تركه.
قوله:"خَضِرات" بفتح الخاء وكسر الضاد، جمع خَضِرة.
وأخرج حديث علي - رضي الله عنه - أيضًا من طريقين:
الأول: عن عبد العزيز بن معاوية بن عبد العزيز العتابي البصري، عن عبد الله ابن رجاء بن عمر الغداني شيخ البخاري، عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عن مسلم بن كيسان الضبي الملائي البراد الكوفي الأعور، فيه مقال، فعن يحيي: لا شيء. وعن أبي زرعة: ضعيف الحديث. وعن النسائي: متروك. وهو يروي عن حَبَّة -بالحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة- بن جوين البجلي الكوفي، قال الطبراني: يقال: إنه رأى رسول الله -عليه السلام-، وفي "الميزان": حبَّة العرني الكوفي، عن عليّ، من غلاة الشيعة، وهو الذي حدث أن عليًّا - رضي الله عنه - كان معه بصفين ثمانون بدريًّا، وهذا غال، وقال العجلي: تابعي ثقة.