للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصح، وكان سيد قومه وهو الذي أهدى للنبي -عليه السلام- ثوب ديباج كان كساه إياه كسرى، فعجبت منه الصحابة، فقال النبي -عليه السلام-: "لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا"، ولما ادعت سجاح التميمية النبوة كان عطارد ممن تبعها، ثم أسلم وحسن إسلامه".

قوله: "أو بليد" هو لبيد بن عطارد التميمي أحد الوفد الذين قدموا على رسول الله -عليه السلام- من بني تميم، وهو أحد وجوههم، أسلم سنة تسع.

و"الوفود" جمع وفد، وهو جمع وافد، من وفد يفد، وهم القوم يجتمعون ويردون البلاد، وكذلك الذين يقصدون الأمراء لزيارة واسترفاد وانتجاع وغير ذلك.

قوله: "من لا خلاق له" أي من لا نصيب له.

قوله: "ما الإستبرق" كلمة "ما" هاهنا استفهامية، وقد فسر بقوله: "ما غلظ من الديباج وخشن منه" وهي لفظة أعجمية معربة أصلها استبره، وقد ذكرها الجوهري: في الباء من القاف، على أن الهمزة والسين والتاء زوائد، وأعاد ذكرها في السين من الراء.

وذكرها الأزهري في خماسي القاف على أن همزتها وحدها زائدة، وقال: أصلها بالفارسية استقرة، وقال أيضًا: إنها وأمثالها من الألفاظ حروف عربية وقع فيها وفاق بين العجمية والعربية، وقال: هذا عندي هو الصواب.

و"الديباج": هو الثياب المتخذة من الإبريسم، فارسي معرب وقد فتح داله، وقد مرَّ بيانه عن قريب.

قوله: "وحسن منه" بالحاء والسين المهملتين من الحسن وهو ضد القبح (١).

و"الحلة" واحدة الحلل، وهي برود اليمن، ولا تسمي حلة، إلا أن تكون ثوبين من جنس واحد.


(١) كذا في "الأصل، ك" في هذا الموضع، وفي جميع طرق الحديث: "وخشن منه" بالخاء والشين المعجمتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>