حسنة يلبسها؟ قال: لا، قال: فهو أن يكون له فرس جميل يعجبه جماله؟ قال: لا، قال: فهو أن يكون له أصحاب يجالسونه؟ قال: لا، قال: فما الكبر؟، قال: أن يسفه الحق ويغمص الناس".
قوله: "مكفوفة بحرير" المكفوف بالحرير هو الذي عمل على ذيله وأكمامه وجيبه كفاف من حرير، وكفة كل شيء -بالضم- طرفه وحاشيته، وكل مستطيل كفة ككفة الثوب، وكل مستدير، كِفَّة -بالكسر- ككفة الميزان.
قوله: "مغضبًا" نصب على الحال، وهو بفتح الضاد المعجمة على صيغة المفعول.
قوله: "وأخذ مجامع جبته" أراد أطرافها التي يلتقي بعضها ببعض، هو جمع مجمع، ومجمع كل شيئين ملتقاهما.
قوله: "سيجان" السيجان جمع ساج وهو الطيلسان الأخضر، وقيل: هو الطيلسان المقوِّر ينسج كذلك، وكانوا يعملون منه الجبب والقلانس، وفي الحديث عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: "أن النبي -عليه السلام- كان يلبس في الحرب من القلانس ما يكون من السيجان الخضر".
ثم "ألف" "سيجان" منقلبة عن الواو، وقيل عن الياء.
قوله: "ويغمص الناس" أي لم يرهم شيئًا؛ لأجل احتقاره إياهم، وتقول منه: غَمَص الناس يغمصهم غمصًا من باب ضرب يضرب ومادته: غين معجمة وميم وصاد مهملة.
ص: حدثنا سليمان بن شعيب، قال: ثنا الخطيب، قال: ثنا همام، عن قتادة، عن أبي شيخ الهنائي، قال: "كنت في ملأ من أصحاب النبي -عليه السلام- عند معاوية، قال: أنشدكم الله، هل تعلمون أن رسول الله -عليه السلام- نهى عن لبس الحرير؟ قال: قولوا: اللهم نعم، قال: وأنا أشهد".
حدثنا محمد بن خزيمة، قال: ثنا حجاج، قال: ثنا همام. . . . فذكر بإسناده مثله.