قوله:"وأما السَّدَا" بفتح السين مقصور، ويقال: ستى بالتاء المثناة من فوق، لغتان بمعنى واحد، وهو خلاف اللُّحَمَة.
ص: ففي هذه الآثار إباحة لبس الثوب من غير الحرير، إذا كان فيه الحرير مثل العلم، أو كانت لحمته غير حرير، إذا كان سداه حريرًا.
ش: أراد بهذه الآثار: أحاديث عائشة وأسماء وابن عباس - رضي الله عنهم - التي تدل على إباحة لبس الثوب القطن أو الكتان إذا كان فيه العلم من الحرير، وعلى إباحة لبس الثوب الذي سداه حرير ولحمته غزل أو قطن أو نحوهما.
ص: ومما دل على صحة ما قالوا من ذلك ما قد روي عن أصحاب رسول الله -عليه السلام- في لبسهم الخز.
حدثنا فهد، قال: نا أبو نعيم، قال: ثنا إسماعيل بن المهاجر، قال: سمعت أبي يذكر عن الشعبي، قال:"رأيت على الحسين بن علي - رضي الله عنهما - جبة خز".
حدثنا علي بن شيبة، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا يونس بن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، قال:"رأيت على الحسين بن علي - رضي الله عنهما - مطرف خَزٍّ".
حدثنا علي بن عبد الرحمن، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثنا بكر بن مضر، عن عمر بن الحارث، عن بكير بن عبد الله، أن بسر بن سعيد حدثه:"أنه رأى على سعد بن أبي وقاص جبة شامية قيامها قزٌّ، قال بسر: ورأيت على زيد بن ثابت خمائص معلمة".
حدثنا علي، قال: ثنا يحيى بن معين، قال: ثنا وهب بن جرير، قال: ثنا عبد الله ابن عمر، عن وهب بن كيسان، قال:"رأيت سعد بن أبي وقاص وأبا هريرة وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك - رضي الله عنهم - يلبسون الخزَّ".
حدثنا يونس، قال: أنا ابن وهب، قال: أخبرني مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها -: "أنها كست عبد الله بن الزبير مطرف خزٍّ، كانت عائشة تلسبه".