وقيل: عن نافع عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبيه، عن علي، وهو المحفوظ.
ص: فإن قال قائل: فهل تجد عن أحد من أصحاب رسول الله -عليه السلام- في ذلك نهيًا؟ قيل له: نعم.
حدثنا علي بن معبد، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أنا همام، عن قتادة، عن عبد الرحمن مولى أم بُرثُن عن زياد عامل البصرة قال:"وفدنا إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مع الأشعري، فرأى عليّ خاتما من ذهب، فقال عمر - رضي الله عنه -: لقد تشبهتم بالعجم -ثلاثًا يقولها- تختموا بهذا الورق، قال: فقال الأشعري أما أنا فخاتمي حديد، فقال عمر - رضي الله عنه -: ذاك أخبث وأنتن".
ش: ذكر هذا؛ شاهدًا لبيان النسخ وثباته.
أخرجه عن علي بن معبد بن نوح المصري، عن يزيد بن هارون الواسطي، عن همام بن يحيى، عن قتادة، عن عبد الرحمن بن آدم البصري المعروف بصاحب السقاية مولى أم برثن، ويقال: برثم، ويقال له: ابن أم برثن لأنها تبنته، وهي امرأة من بني ضبيعة، وربما قيل له: ابن برثن، روى له مسلم وأبو داود وهو يروي عن زياد بن أبي سفيان، ويقال: زياد بن أبيه، وزياد بن سمية، وهي أمه، وهو الذي استلحقه معاوية بن أبي سفيان، وقال ابن [حبان](١) في "الضعفاء": ظاهر أحواله المعصية، وقد أجمع أهل العلم على ترك الاحتجاج بمن كان كذلك.
وكان من دهاة العرب الخطباء الفصحاء، واستلحقه عمر بن الخطاب على بعض أعمال البصرة، وقيل: استلحقه أبو موسى الأشعري، وكان كاتبًا له.
قوله:"مع الأشعري" أي مع أبي موسى الأشعري واسمه عبد الله بن قيس.
(١) في "الأصل، ك": "أبان"، وهو تحريف، وقد ذكره ابن حبان في كتاب "المجروحين" (١/ ٣٠١) وذكر فيه هذا الكلام.