الأول: عن أحمد بن داود المكي شيخ الطبراني، عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي شيخ البخاري، عن شعبة، عن غالب التمار، عن الشعبي.
الثاني: عن إبراهيم بن مرزوق، عن يحيي بن حماد بن أبي زياد الشيباني شيخ البخاري عن شعبة. . . . إلى آخره.
وأخرجه البيهقي (١) من طريق شعبة، عن غالب التمار، عن الشعبي نحوه.
ص: حدثنا محمَّد بن خزيمة، قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا حماد بن سلمة، قال: ثنا أبو غالب، عن أم الدرداء قالت:"قدم علينا سلمان - رضي الله عنه - فقال: أين أخي؟ قلت: في المسجد، فأتاه، فلما رآه اعتنقه".
ش: أبو غالب البصري صاحب أبي أمامة فقيل: اسمه حزور، وقيل: سعيد بن الحزور، وقيل: نافع.
وأم الدرداء اسمها خيرة بنت أبي حدرد، زوج أبي الدرداء، وهي صحابية. وأم الدرداء الصغرى اسمها هجيمة، لا صحبة لها.
ص: فهؤلاء أصحاب رسول الله -عليه السلام- قد كانوا يتعانقون، فدل ذلك أن ما روى عن رسول الله -عليه السلام- من إباحة المعانقة كان متأخرًا عما روي عنه من النهي عن ذلك؛ فبذلك نأخذ، وهو قول أبي يوسف -رحمه الله-.
ش: إذا كان ما روي عن النبي -عليه السلام- من إباحة المعانقة متأخرًا عما روي من النهي عنها يكون ناسخًا للنهي؛ لأن فعل الصحابة - رضي الله عنهم - يدل علي ذلك؛ لأنهم لو لم يعلموا بالنسخ لما فعلوا ذلك.
قوله:"فبذلك نأخذ" إشارة إلى أنه اختار في هذا الباب ما ذهب إليه أبو يوسف.