للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرجه أبوداود (١): ثنا حفص بن عمر، قال: ثنا شعبة، عن علي بن مدرك. . . . إلى آخره نحوه، وفي آخره: "ولا كلب ولا جنب".

الثاني: عن إبراهيم بن مرزوق، عن يعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري الثقة، وعن حَبَّان -بفتح الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة- بن هلال الباهلي، كلاهما عن شعبة. . . . إلي آخره.

وأخرجه النسائي (٢) نحوه.

الثالث: عن فهد بن سليمان، عن أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي شيخ البخاري، عن أبي بكر بن عياش بن سالم الكوفي الحناط -بالنون- المقرئ، عن مغيرة بن مقسم الضبي، عن الحارث بن يزيد العكلي الكوفي، عن عبد الله بن نُجَيّ، عن أبيه، عن علي - رضي الله عنه -.

وأخرجه ابن ماجه ولفظه: "لا تدخل الملائكة بيتًا فيه صورة ولا كلب".

قال المنذري: الصورة كل ما يصور من الحيوان سواء في ذلك المنصوبة القائمة التي لها أشخاص، وما لا شخص له من المنقوشة في الجدر وفيه خلاف وتفصيل للعلماء.

قوله: "ولا تمثال" بكسر التاء، وهو اسم من المثال، يقال: مثَّلت -بالتثقيل والتخفيف- إذا صورت مثالًا، ومنه الحديث: "أشد الناس عذابًا الممثل".

فإن قيل: هل [الفرق] (٣) بين الصورة والتمثال؟

قلت: قد قيل: لا فرق بينهما، والصحيح أن بينهما فرقًا بدليل عطف التمثال على الصورة في الحديث، والمعطوف غير المعطوف عليه، ولا يقال أنه عطف تفسير؛ لعدم الإجمال في الصورة، والفرق بينهما ما ذكره بعضهم: أن الصورة تكون في الحيوان، والتمثال يكون فيه وفي غيره، ومن هذا استدل بعضهم علي تحريم


(١) "سنن أبي داود" (٤/ ٧٢ رقم ٤١٥٢).
(٢) "المجتبى" (١/ ١٤١ رقم ٢٦١).
(٣) كذا في "الأصل، ك".

<<  <  ج: ص:  >  >>