وأخرجه البيهقي في "سننه"(١): أنا ابن بشران، أنا ابن السماك، ثنا حنبل، ثنا إبراهيم بن نصر، ثنا أبو إسماعيل، عن مجالد، عن الشعبي قال:"كنا نتناشد الأشعار عند الكعبة، فأقبل ابن الزبير إلينا، فقال: أفي حرم الله وعند كعبة الله؟! فأقبل رجل من الأنصار كان معنا من أصحاب النبي -عليه السلام- فقال: يا ابن الزبير إنه ليس بك بأس إن لم تفسد نفسك، إن نبي الله -عليه السلام- إنما نهي عن الشعر إذا أُبِنَتْ فيه النساء، وتذرُّ فيه الأموال".
قوله:"كنا جلوسًا" أي جالسين.
قوله:"يتناشدون" من النشيد، وهو الشعر المتناشد بين القوم.
قوله:"إذا أبِنَتْ فيه النساء" من أَبِنَه يأْبِنُه إذا رماه بخلة سوء، فهو مأبون.
قوله:"تُزدري فيه الأموات" أي تنتقص وتعاب فيه الأموات والازدراء: الاحتقار والانتقاص.
وفي رواية البيهقي:"تذر فيه الأموال" أي تفرق فيه الأموال.
ص: حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا الحماني، قال: ثنا قيس قال: ثنا قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عَبِيدَة، عن عبد اللهَ.
وعن الأعمش، عن عمارة، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد اللهَ قال: قال رسول الله -عليه السلام-: "إن من الشعر حكمًا".
ش: هذان إسنادان:
الأول: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي، عن يحيي بن عبد الحميد الحماني الكوفي، عن قيس بن الربيع الأسدي الكوفي، فيه مقال، عن سليمان الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن عَبيدة -بفتح العين وكسر الباء الموحدة- بن عمرو السلماني -عن عبد الله بن مسعود.