للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتاك مصبحًا فلا تمسي حتى تركب، وان أتاك ممسيًا لا تصبح حتى تركب إليَّ؛ فقد عرضت لي إليك حاجة لا غني بي عنك فيها، فلما قرأ أبو عبيدة الكتاب قال: إن أمير المؤمنين أراد أن يستبقي من ليس بباق، فكتب إليه أبو عبيدة: إني في جند من المسلمين لن أرغب بنفسي عنهم، وقد عرفنا حاجة أمير المؤمنين؛ فحللني من عزمتك، فلما جاء عمر الكتاب بكي، فقيل له: توفي أبو عبيدة؟ قال: لا، وكأن قد، فكتب إليه عمر - رضي الله عنه - إن الأردن أرض عميقة، وإن الجابية أرض نزهة، فانهض بالمسلمين إلي الجابية، فقال لي أبو عبيدة: انطلق فَبَوِّئ المسلمين منزلهم، فقلت: لا أستطيع، قال: فذهب ليركب، وقال لي: رَحِّلْ الناس قال: فأخذته أخذة فطعن فمات، وانكشف الطاعون".

قالوا: فهذا عمر - رضي الله عنه - قد أمر الناس أن يخرجوا من الطاعون، ووافقه علي ذلك أصحاب رسول الله -عليه السلام-. ويروى عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - عن النبي -عليه السلام- ما يوافق ما ذهب إليه في ذلك.

ش: هذه خمس طرق أخرى:

الأول: رجاله كلهم رجال الصحيح.

وأخرجه مالك في "موطإه" (١).

وأخرجه البخاري (٢): عن عبد الله بن يوسف، عن مالك.

ومسلم (٣): عن يحيى بن يحيى، عن مالك. . . . نحوه.

الثاني: أيضًا رجاله كلهم رجال الصحيح.

وأخرجه مالك في "موطإه" (٤).


(١) "موطأ مالك" (٢/ ٨٩٤ رقم ١٥٨٧).
(٢) "صحيح البخاري" (٥/ ٢١٦٣ رقم ٥٣٩٧).
(٣) "صحيح مسلم" (٤/ ١٧٤٢ رقم ٢٢١٩).
(٤) "موطأ مالك" (٢/ ٨٩٦ رقم ١٥٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>