للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "بنوء كذا" النوء يجمع علي أنواء، وهي ثمان وعشرون منزلة ينزل القمر كل ليلة في منزلة منها، ومنها قوله تعالى: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ} (١)، ويسقط في الغرب كل ثلاثة عشرة ليلة منزلة تنزل القمر مع طلوع الفجر وتطلع أخرى مقابلها ذلك الوقت من الشرق، فتنقضي جميعها مع انقضاء السنة، وكانت العرب تزعم أن مع سقوط المنزلة وطلوع رفقتها يكون مطر، وينسبونه إليها فيقولون: مطرنا بنوء كذا، وإنما سمي نوءًا؛ لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء -الطالع بالشرق- ينوء نوءًا أي نهض وطلع، وقيل: أراد بالنوء الغروب وهو من الأضداد، قال أبو عبيد: لم نسمع في النوء أنه السقوط إلا في هذا الموضع، وإنما غلظ النبي -عليه السلام- في أمر الأنواء؛ لأن العرب كانت تنسب المطر إليها، فأما من جعل المطر من فعل الله، وأراد بقوله: مطرنا بنوء كذا أي في وقت هذا -وهو هذا النوء الفلاني- فإن ذلك جائز؛ فإن الله قد أجرى العادة أن يأتي المطر في هذه الأوقات.

ص: حدثنا فهد، قال: ثنا أبو سعيد الأشج، قال: ثنا أبو أسامة، قال: ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن النبي -عليه السلام- قال: "لا عدوى. وقال: فمن أعدى الأول؟ ".

ش: أبو سعيد الأشج اسمه عبد الله بن سعيد بن الحصين الكندي الكوفي شيخ الجماعة.

وأبو أسامة حماد بن أسامة بن زيد القرشي الكوفي روى له الجماعة.

وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي الشامي، روى له الجماعة.

والقاسم هو ابن عبد الرحمن الشامي، فيه خلاف.

وأبو أمامة صُدَيّ بن عجلان الباهلي - رضي الله عنه -.

وأخرجه الطبراني (٢): ثنا أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي، نا عمرو بن محمَّد


(١) سورة يس، آية: [٣٩].
(٢) "المعجم الكبير" (٨/ ١٩٥ رقم ٧٨٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>