للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثنا زياد بن علاقة، قال: سمعت أسامة بن شريك يقول: "شهدت النبي -عليه السلام- والأعراب يسألونه فقالوا: هل علينا جناح أن نتداوى؟ فقال: تَدَاوَوْا عباد الله؛ إن الله -عز وجل- لم يضع داءً إلا وضع له دواءً إلا الهرم".

حدثنا يونس، قال: أنا ابن وهب، قال: حدثني طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس أن رسول الله -عليه السلام- قال: "يا أيها الناس تَدَاوَوْا، فإن الله -عز وجل- لم يخلق داءً إلا خلق له شفاء إلا السام، والسام: الموت".

حدثنا يونس، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن سعيد، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - عن رسول الله -عليه السلام- قال: "لكل داءٍ دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله".

فأباح لهم رسول الله -عليه السلام- أن يتداووا والكَيُّ مما كانوا يتداوون به.

ش: ذكر هذه الأحاديث أيضًا شاهدة لصحة ما ذكره أن الكي إذا كان يوافق الداء يباح استعماله، ألا ترى أن الأعراب سألوا رسول الله -عليه السلام- فقالوا: "هل علينا جناح أن نتداوى؟ فأمرهم رسول الله -عليه السلام- بالتداوى وقال: إن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء إلا الهرم" وفي رواية: "إلا السام وهو الموت"، فأباح لهم التداوي مطلقًا والكيّ يدخل فيه؛ لأنه من جملة ما كانوا يتداوون به، ولاسيما أهل الوبر؛ فإن غالب الطب عندهم بالنار.

وأخرجها عن ثلاثة من الصحابة:

الأول: عن أسامة بن شريك، وأخرجه بإسناد صحيح، وأخرجه الأربعة:

فأبو داود (١): عن حفص بن عمر النمري، عن شعبة، عن زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك، قال: "لقيت النبي -عليه السلام- وأصحابه كأنما علي رءوسهم الطير، فسلمت ثم قعدت، فجاء الأعراب من هاهنا وهاهنا فقالوا: يا رسول الله نتداوى؟ فقال: تداووا؛ فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواءٍ غير داءٍ واحد: الهرم".


(١) "سنن أبي داود" (٤/ ٣ رقم ٣٨٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>