للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورواه مسلم (١) أيضًا ولفظه: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقيه وهو جُنب فحاد عنه فاغتسل ثم جاء فقال: كنت جُنبا. قال: إن المسلم لا ينجس".

وفي رواية الكَسّار عن النسائي: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا يحيى، قال: ثنا سفيان، قال: حدثني واصل، عن أبي وائل، عن عبد الله: "أن النبي - عليه السلام - لقيه وهو جُنب، فأهوي إليّ فقلت: إني جنب. فقال: المسلم لا ينجس" وفي رواية غيره: "عن حذيفة" بدل "عبد الله" (٢).

وكذا عند ابن ماجه (٣): "عن حذيفة".

وحديث عبد الله بن عباس أخرجه الحكم في "مستدركه" (٤): على ما نذكره الآن إنْ شاء الله تعالى.

قوله: "جُنُب" على وزن فُعُل بضمتين صفة مشبّهة، وهو الذي يجب عليه الغسل بالجماع وخروج المني، ويقع على الواحد والإثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد، وقد يجمع على أجناب وجُنُبين، وأَجْنَبَ يُجنِبُ إجنابا، والجنابة الاسم، وهي في الأصل: البعُد، ويسمى الإنسان جنبا؛ لأنه نهي أن يقرب مواضع الصلاة ما لم يتطهر، وقيل: لمجانبته الناس حتى يتطهر، قال الجوهري: تقول: أجنب الرجل وجُنِبَ أيضًا بالضم.

قوله: "فقبضت يدي عنه" يعني جمعتها عنه؛ لأن القبض في الأصل خلاف البسط.

قوله: "سبحان الله" في موضع التعجب، وسبحان عَلَمٌ للتسبيح. كعثمان علم للرجل، ومعناه أُسبح الله تسبيحا أي أنزّهه عن النقائص.


(١) "صحيح مسلم" (١/ ٢٨٢ رقم ٣٧٢).
(٢) "المجتبى" (١/ ١٤٥ رقم ٢٦٨)، وكذا فيه مسعر بدل سفيان.
(٣) "سنن ابن ماجه" (١/ ١٧٨ رقم ٥٣٥).
(٤) "المستدرك" (١/ ٥٤٢ رقم ١٤٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>