للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "والمزادة المجبوبة" بالجيم من الجَبِّ وهو القطع، وأراد بها المزادة التي قطع رأسها وليس لها عزلاء من أسفلها يتنفس منها الشراب.

فإن قلت: ما وجه رواية مسلم: "والحنتمُ المزادة المجبوبة"؟

قلت: قال صاحب "المشارق": و"الحنتمُ": المزادة المجبوبة، كذا لكافتهم برفع الميم من الحنتم على الابتداء و"المزادةُ" خبرُه. وعند الهروي: "والمزادة المجبوبة" بالواو، وفي النسائي وأبي داود: "وعن المزادة المجبوبة" وهو الصواب، لأن الحنتم لا يفسر بالمزادة المجبوبة، وإنما المزادة المجبوبة التي جُبَّ رأسها أي قطع فصارت كالزق، فإذا انتبذ فيها لم يُعلم غليانه.

الثاني: عن علي بن معبد بن نوح البصري عن سريج -بضم السين المهملة، وفي آخره جيم- بن النعمان الجوهري، عن سفيان الثوري (١)، عن محمد بن مسلم الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة.

وأخرجه النسائي (٢): عن محمد بن منصور، عن سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة. . . . إلى آخره نحوه. وفي الأطراف لابن عساكر ورواه ليث عن الزهري، عن أنس - رضي الله عنه -.

الثالث: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي، عن عمرو بن أبي سلمة التنيسي الدمشقي، شيخ الشافعي، عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير الطائي اليمامي، عن أبي سلمة عبد الله، عن أبي هريرة.

وأخرجه ابن ماجه (٣): ثنا إسحاق بن موسى الخطمي، ثنا الوليد بن مسلم،


(١) كذا في "الأصل، ك" وهو وهم من المؤلف -رحمه الله-، فإن سريج بن النعمان لم يذكروا في شيوخه الثوري وإنما يروي عن ابن عيينة، وكذا الزهري لم يذكروا في تلاميذه الثورى وإنما ذكروا ابن عيينة، فالراجح أنه ابن عيينة، والله أعلم.
(٢) "المجتبى" (٨/ ٣٠٥ رقم ٥٦٣٠).
(٣) "سنن ابن ماجه" (٢/ ١١٢٨ رقم ٣٤٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>