إلى أبي عبيدة: أن رسول الله -عليه السلام- قال: الله ورسوله مولى مَن لا مولى له، والخال وارث من لا وارث له" قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.
وأخرجه البيهقي (١): من حديث قبيصة، ثنا سفيان، عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة، عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حُنيف بن أبي أمامة بن سهل قال: "كتب عمر - رضي الله عنه - إلى أبي عبيدة - رضي الله عنه -: أن علِّموا غلمانكم العوم، ومقاتلتكم الرمي. قال: وكانوا يختلفون بين الأغراض، فجاء سهم غَربٌ فأصاب غلامًا فقتله في حجر خال له لا يُعلم له أصل، قال: فكتب أبو عبيدة إلى عمر - رضي الله عنه - يسأله إلى من يدفع عقله؟ قال: فكتب إليه عمر: أن رسول الله -عليه السلام- كان يقول: الله ورسوله مولى مَن لا مَولى له، والخال وارث مَن لا وارث له" انتهى.
ولفظة "المولى" تقع على معاني كثيرة: بمعنى الرب، والمالك، والسيد، والمنعم، والمعتق، والناصر، والمحب، والتابع، والجار، وابن العم، والحليف، والعقيلة، والصهر، والولي، والعبد، والمُعتَق، والمنعَم عليه، وأكثرها قد جاء في الحديث فيضاف كل واحد إلى ما يقتضيه الحديث الوارد فيه، فالمولى هاهنا في حق الله تعالى، بمعنى الرب والمالك والسيد وفي حق النبي -عليه السلام- بمعنى الولي على معنى أنه -عليه السلام- ولي مَن لا ولي له، يرثه ويعقل عنه.
فإن قيل: المذكور هنا شيئان وهما الله ورسوله، وهما مرفوعان بالابتدائية، والخبر مفرد ولابد من تطابق الخبر والمبتدأ في الإفراد والتثنية والجمع، والتذكير والتأنيث.
قلت: خبر المبتدأ الأول محذوف، اكتفى بذكر خبر الثاني عنه، والتقدير: الله ولي مَن لا ولي له، ورسوله ولي مَن لا ولي له، وإنما لم يقل موليان مَن لا مولى له؛ لئلا يلزم الاشتراك، فافهم.