للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"كذا" عبارة عن العهد المبهم.

قوله: "سبحان الله" تعجب واستبعاد لفعلها ذلك.

قوله: "هذا من الشيطان" له معنياه:

الأول: مجازي، وهو أنه أنساها أيام حيضها حتى حصل لها تَلَبُّس في أمر دينها ووقت طهرها وصلاتها.

والثاني: حقيقي بمعنى أنه ضَرَبها حتى فتق منها عرق الاستحاضة.

قوله: "في مِرْكَنٍ" بكسر الميم وهي الإجانة.

ويُستفاد منه حكمان:

الأول: وجوب تكرار الغسل كما تقدم، قبل هذا.

والثاني: فيه حجة من اعتبر التمييز باللون؛ لأن رؤيتها الصفرة دليل على انقطاع دم الحيض.

قوله: "فقوله له فيما بين ذلك ... " إلى آخره كأنه جواب عن سؤال مقدر، تقريره، أن يقال: إن حديث أسماء بنت عميس الذي احتججتم به مخالف لأحاديث شعبة والثوري وابن عيينة التي احتججتم بها أولا من وجهين:

الأول: أنه ليس فيها "وتتوضأ فيما بين ذلك".

والثاني: فيها "وتغتسل للفجر"، وليس هذا في حديث أسماء بنت عميس.

فأجاب عنه بقوله: "وتتوضأ فيما بين ذلك، يحتمل أن يكون المراد أنها تتوضأ لما يكون بها من الأحداث التي يُوجب بها نقض الطهارات" يعني: إذا أرادت أن تصلي فيما بين الصلوات صلاة أخرى تتوضأ ولا تكتفي بالاغتسال؛ لأنه للفرائض المختصة بالأوقات الخمس، ويحتمل أن يكون المراد: أنها تتوضأ لصلاة الصبح، فعلى كلا التقديرين، ليس فيه دليل على خلاف ما تقدمه من حديث شعبة الذي رواه عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة: "أن امرأة استحيضت". ولا من

<<  <  ج: ص:  >  >>