للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وابن ماجه (١): عن أبي بكر بن أبي شيبة ... إلى آخره، نحو مسلم.

وأخرجه أحمد في "مسنده" (٢): عن عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن أنس، نحو رواية النسائي .. وفي آخره: قال قتادة: "فبلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} (٣).

قوله: "من عُرَيْنَهَ" بضم العين، وفتح الراء، وسكون الياء آخر الحروف، بعدها نون مفتوحة، وهو ابن نذير بن قَسْر بن عَبْقَر بن أَنْمار بن أراش بن عمرو ابن الغوث بن طيئ بن أُدَدَ، وزعم السكريّ أنه عرينة بن عَرِين بن يزيد.

وأما عكل فهم خمس قبائل، وذلك أن عوف بن عبد مناة ولد قيسا، فولد قيسُ ابن عوف وائلا وعوانة، فولد وائلٌ عوفا وثعلبة، ويقال لثعلبة: ركبة القلوص، فولد عوف بن وائل الحارث وجُشَما وسعدا وعليّا وقيسا وأمهم بنت ذي اللحية، لأنه كان ثَطا (٤) بلا لحية، فحضنتهم أمة سوداء يقال لها: عكل -قاله الكلبي- فغلبت عليهم وهم جملة الرباب الذين تحالفوا على بني تميم.

قوله: "فاجتووها" أي كرهوها للمرض الذي أصابهم بها، وأصله من الجَوى -بالجيم- وهو داء الجوف إذا تطاول، وقيل: اجتووها: استوْبلوها، ومنهم من فرق بين اجتووا واستوبلوا؛ فجعل استوبلوا: إذا لم يوافقهم وإن أحَبُّوا، واجتووا: كرهوا الوضع وإن وافق.

وقال ابن الأثير (٥): فاجتوو المدينة أي أصابهم الجوى وهو المرض، وداء الجوف


(١) "سنن ابن ماجه" (٢/ ٨٦١ رقم ٢٥٧٨) و (٢/ ١١٥٨ رقم ٣٥٠٣) كلاهما عن نصر بن علي الجهضمي وليس عن أبي بكر بن أبي شيبة، ولعله انتقال نظر من المؤلف.
(٢) "مسند أحمد" (٣/ ١٦٣ رقم ١٢٦٩٠).
(٣) سورة المائدة، آية: [٣٣].
(٤) الثط: هو القليل شعر اللحية، وقيل: هو الخفيف اللحية والعارضين وقيل: هو أيضًا القليل شعر الحاجبين، انظر "اللسان" (ثط).
(٥) "النهاية": (١/ ٣١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>