من أخطاره. ورد في الحديث قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها فجعل الرجل ينزعهن ويغلبنه فيقتحمن فيها فأنا آخذ بحجزكم عن النار وهم يقتحمون فيها " البخاري (٧/ ١٧٦).
ـ[داعيا إلى الله بإذنه]ـ
بدأ النبي - صلى الله عليه وسلم - دعوته إلى الله بنشاط مكثف وبلغ بها إلى قمة النجاح وهذا نصيبه من عند الله.
الف - انظروا إلى خطبته التي ألقاها على جبل الصفا مخاطبا العرب بقوله " يا آل فهر ويا آل غالب ".
ب - وتصوروا تلك الخلوة التي كان يعلم فيها الناس سرا في دار الأرقم بن أبي الأرقم في ظل سفح الجبل بعيدا عن مكة.
ج - وتذكروا الطائف حيث اختضب نعلاه بالدماء وهو يمضي في سبيل الدعوة إلى الله.
د - وألقوا بنظرة على موسم عكاظ حيث كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ينادي " يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا"، وأبو لهب الظالم الشقي يمشي وراءه يؤذيه بألفاظ سيئة.
هـ - وتصوروا شعب العقبة ساد فيه الظلام ولا يرضى مسافر من أن يقيم به خوفا من الأخطار، ولكن قافلة يثرب اضطرت إلى النزول به خوفا من صعوبة الطريق وأخطاره. فاتجه إليها الرسول الداعي - صلى الله عليه وسلم - في مثل هذا الظلام، وحيدا منفردا آملا أن يجد منهم من يصغى إلى دعوته.
و- وأجيلوا بصركم في وادي جبل التنعيم حيث وجد العدو الماكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحيدا نائما فأخذ سيفه وأيقظه بوقاحة وتكبر فنظر إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإذا بيده سيف مصلت يسأله من يمنعك مني يا محمد؟ وفي مثل هذه الساعة الحرجة لم ينس الرسول - صلى الله عليه وسلم - واجبه نحو الدعوة إلى الله بل عرض عليه ذلك الاسم المبارك الذي يزيل عند سماعه الحجب