للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأساقفة بأن روح القدس جزء ثالث في التثليث لا اعتداد به، لأن روح القدس لم يلقن أي نصراني تعليما جديدا، ولم يدع عالم نصراني أنه تلقى تعليم الصدق المتبقى الذي تركه المسيح ناقصا.

ووضحت آية العنوان أن شرف تعليم العالمين كان من نصيب سيد الكون محمد (ص)، وهو من خصائصه المميزة.

وللقراء أن يتساءلوا: ما هي الأمور الكثيرة التي لم تتوفر في تعليم المسيح، بل تخلوا منها أسفار اليهود أيضا؟

والإجابة على هذا السؤال يجدها القراء في مبحث ((خصائص القرآن)) فليراجعوه بروية.

ويجب هنا التنبية على أنه قد ثبت من القرآن أيضا أن هناك بعض الصلحاء الآخرين قد أعطاهم الله تعالى من لدنه علما، فأمكن أن يتم أحد منهم هذا النقص.

والجواب أن عصر أولئك الصلحاء كان قبل المسيح بفترة طويلة، فلا يمكن أن يكونوا مكملين لتعاليم المسيح.

فالنبي (ص) هو زينة منبر العلوم الذي جلس على الأرض وأفاد الملائكة والجن والإنس بالعلوم التي جعلتهم نجوم سماء المعرفة تضيء العالم وأهله.

وهناك فرق بين بين صحابة النبي (ص) وبين تلامذة المسيح عليه السلام، فعدد حواري المسيح اثنا عشر حواريا، ولكن الذين قاموا بتبليغ دعوته اثنان أو ثلاثة فقط، وعملهم لم يتجاوز نشر أحوال حياة المسيح.

ولكن الجماعة التي أعدها النبي (ص) شملت أناسا كاملين من جميع نواحي الكمال، فنرى أن أبا بكر وعمر اختصا بتعليم السياسة والحكم، واختص أبو عبيدة وخالد بفتح البلدان وقيادة الجيش، ومعاذ وأبو الدرداء ببيان الدين والحكمة، وسلمان وأبو ذر بالزهد والقناعة، وعلي المرتضى وابن مسعود بالحقائق العلمية، وعثمان وابن عوف بتربية اليتامى وإعانة الأيامى، وزيد بن ثابت وأبي بن كعب بالفرائض الإلهية فرضي الله عنهم أجمعين.

وقد ذكرنا هذه الأسماء على سبيل المثال لا حصر ولتقريب الفكرة لأذهان القراء.

<<  <   >  >>