للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقبل المسيح بستة قرون ظهرت ديانة بوذا (١) (بده) وقد اختار بوذا لغة (بالي) ومنع تعليم السنسكريتية وتعلمها، وبحلول الديانة البوذية مكان الديانة الفيدية انعدمت كتب الديانة القديمة حتى لم يبق أحد يعلمها.

وقد ناظرهم (شنكرا جارج) وأثبت فضله العلمي، ولكنه مات في سن ٣٣ سنة أو ٣٤ سنة، إلا أن السنسكريتية احتلت بجهوده مكانتها في البلاط الملكي، ولكنها منيت بالغلو الشعري والاستغراق، وأسدلت ستائر الاستعارة على الحقائق والوقائع (٢).

ومن الكتب القديمة كتاب (مها بهارت) وهو الآخر لم يسلم من تصرف الناس، فقد قيل إن نحو عشرين ألف عبارة (اشلوك) مزورة أضيفت إلى هذا الكتاب (٣).

وقد استمرت قوة الديانة البوذية إلى عهد الملك ((أشوكا)) ثم دب فيها الانحطاط، ولم تكن مبادؤها تصلح أن تجارى العالم المتحضر، وجماعة الفقراء (بهكشو) التي أعدتها الديانة البوذية هي التي دفعتها إلى الانحطاط وخروجها من البلاد، وكذلك كان لديانة بوران يد في إخراجها أيضا.

وبعد الديانة البوذية ساءت أحوال البلاد كثيرا، فعم الفجور وانتشرت الفواحش، وظهرت عشرات من الفرق مثل: جكرانت، وام مارغى، سهسر بهك، درشنان مكش، شاكت، ننوارك، آوك، رام أياسك، دندى، فقضت على الأخلاق والحضارة (٤).

سيطرت هذه الفرق على الهند كلها، ووضعت الخمر والميسر والفاحشة ضمن تعاليم الدين، وفي مثل هذه الحالة وصل دعاة الإسلام من السند والشمال الغربي


(١) كان اسم بوذا الأصلي (سدهارته) والاسم العائلي (غوتم) ولقبه التعظيمي (بده) وهو الذي تحول بالعربية إلى بوذا، ومعناه اليقظ، ولد في (كبل وستو) بنيبال من بطن مايا في بيت سرودتا. وكان أبوه حاكما لقوم (ساكهيا) تزوج بوذا امرأة تسمى (سبودا) فولدت له ابنا سماه (راهولا) رهب بوذا في سن التاسعة والعشرين، وكانت ولادته (٥٦٠ ق - م) وتوفى وهو ابن ثمانين سنة ويعد من كبار العالم.
(٢) ستيارته بركاش ص ٣٧٣.
(٣) أيضا ص٣٩١.
(٤) انظر ستيارته بركاش (الباب الحادي عشر) خاص بالفرق المذكورة.

<<  <   >  >>