جعل أمارة أهل طاعته إطاعة أنبيائه، ومن عصاهم عصى الله تعالى، وقد سجل الله هذا المبدأ في محكم كتابه فقال:{وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله}(النساء: ٦٤). وبعد هذا المبدأ العام خصص النبي (ص) فقال:
{من يطع الرسول فقد أطاع الله}(النساء: ٨٠).
ثم قال:{وإن تطيعوه تهتدوا}(النور: ٥٤).
وقال في صفة جبريل {مطاع ثم أمين}(التكوير: ٢١).
وقال في سورة التحريم:{وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهيرا}(التحريم: ٤).
ومعنى ذلك أن ذلك المطاع السماوي وأمين الوحي الرباني يدخل في أنصار النبي (ص) مثل الملائكة الآخرين وجملة المؤمنين، وبالآيتين اتضح أن النبي (ص) هو أفضل مطاع.
ومن هنا يتضح أن أحدا من الأنبياء والرسل أو الملائكة أو الأئمة أو المرشدين أو الشهداء لا يستطيع الآن أن يدعي أنه مطاع أمام النبي (ص)، أو أن طاعته بدون طاعة النبي (ص) تكون هادية ومقربة إلى الله تعالى، ويكشف عن هذا السر قول النبي (ص):
((لو كان موسى حيا لما وسعه إلا اتباعي)) (١).
نعم، يؤمن كل مسلم بأن الوسيلة الوحيدة للتقرب إلى الله تعالى والحصول على مرضاته ومغفرته والنجاة من العذاب هي إطاعة محمد (ص). ونحن نقر بأن أحدا لو ادعى إطاعة موسى واستغنى بذلك عن إطاعة النبي (ص) فإنه يظل بعيدا عن المغفرة والنجاة ومنازل القرب والرضوان.
فالنبي (ص) هو المطاع، وطاعته (ص) هي طاعة الله تعالى. ومنزلة أئمة الدين والأصحاب الكرام أعلى وأرفع من سائر الخلائق، لأنهم أقوى وأكمل في إطاعته (ص).
٤١ - إنه ماحي، فقد أخرج الشيخان عن جبير بن مطعم أن النبي (ص) قال: