للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

((إن لي خمسة أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي يوم القيامة، وأنا العاقب الذي ليس بعدي نبي)).

فإنه (ص) محا الكفر والضلال والشرك وعبادة غير الله، وقضى على العادات والتقاليد وأهواء النفس والكفران والخذلان والعصيان والطغيان.

وإنه (ص) نكس ثلاثمائة وستين صنما للعرب، وتلا عليهم قوله تعالى:

{جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} (الإسراء: ٨١).

وبتوجيهاته (ص) امتنع النصارى عن إطلاق ((والدة الله)) على السيدة مريم.

وهو الذي أنقذ فارس من أرجاس ماني ومزدك، وقضى على فواحش الفرق الهندوكية مثل وام ماركي وجترانكدي، وهو الذي أنقذ البنات المعصومة من الوأد، والعرائس البريئة من الإحراق حية. وهو الذي جعل الخمر والقمار رجسا ونجسا، وبين حقيقة أن كل مسكر ضار بصحة البشر، وهكذا كان القضاء على المفاسد والرذائل والمكاره والمآثم من خصائص تعليمه الطيب (ص)، ومن هنا حق له (ص) أن يسمى ماحيا.

٤٢ - إنه حاشر، أول من يرفع رأسه من القبر يوم القيامة، ويشاهد كيفية إحياءالموتى، وأول من يلبي منادي الرب تعالى، ويشفع للمذنبين من أمته.

٤٣ - إنه عاقب، جاء بعد الجميع، واجتمع الأنبياء حين إمامته، وهو عديم النظير وعديم المثال، ونهاية بداية النبوة وإتمام غاية الرسالة.

٤٤ - إنه نور، ومن اتبع دينه امتاز ببشارة القرآن {فهو على نور من ربه} (الزمر: ٢٢)، والكتاب الذي جاء به عرف بأنه نور {واتبعوا النور الذي أزل معه} (الأعراف: ١٥٧).

واسمه المبارك في سورة المائدة النور {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين} (المائدة: ١٥). فقد ورد في تفسير الخازن والمعالم تفسير النور بذات النبي (ص). فهو (ص) نور في وضوح الأمر وتبين النبوة، وتعليمه (ص) نور ينور القلوب.

تأملوا دعاء النبي (ص)، وانظروا ماذا كان يسأل ربه كل يوم؟ وهل يرد الله تعالى سؤال أحد؟ كان (ص) يقول:

((اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي بصري نورا، وفي سمعي نورا، وعن يميني نورا، ويساري نورا، وفوقي نورا، وتحتي نورا، وأمامي نورا، وخلفي نورا، واجعل

<<  <   >  >>