للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعجز تفسيرها الرازي والغزالي، اهتدى بها بدوي تهامة إلى حل مشكلاته.

فالحق أن القرآن الكريم بحر عميق بداخله الدر والنفع وأمواجه تقذف بزبد الشبهات والشكوك إلى الساحل وتأسر ألفاظه الألسنة وتمتلك معانيه القلوب، فهل سمعتم عن كتاب نثر غيره يحفظه الإنسان من أوله إلى آخره، ولا يسأم من إعادة تلاوته ولا تتقضي أسراره ولطائفه؟!

٤ - ومن خصائص القرآن الكريم أنه هداية الدين والدنيا لأهل الشرق والغرب، وهو أيضا تشريع مدني لأهل الشمال والجنوب. وليس تعليمه خاص بأمة أو بلد أو لسان، كما أن توجيهاته لا تتعارض مع الفطرة البشرية الصحيحة، إنه لا يجعل الجنة اقطاعا لجنس واحد مثل اليهودية، ولا يجعل العالم كله مفتقرا إلى أسرة واحدة للتقرب إلى الله، ولا يعلم الإنسان أحكاما فوق جبلته مثل النصرانية، ولا يجعل نفسه مجموعة لأحكام غير صالحة للعمل ولا يخرج الأغنياء عن ملكوت السماء.

ولا يعيب على عباد الله التزوج والتأهل.

فهل يوجد كتاب غيره نجح في حكم أخصب المناطق على وجه الأرض حكما شرعيا، وأفاد جميع بني آدم بفوائده بعد القضاء على فروق اللون والوطن والنسل واللغة؟

٥ - ومن خصائص القرآن أنه يثتي على جميع الأديان المقدسة الطاهرة ويمدح دعاتها وهداتها وتوجيهاتهم.

إنه لا يريد تكذيب صدق أبدا، ومن محاسنه حب السلام والأمن والعدالة والصدق.

وسمى القرآن نفسه {مصدقا لما بين يديه} (البقرة: ٩٧) وجعل تصديق الصادقين هدفه الأول.

٦ - ومن خصائص القرآن أنه ((قول فصل))، يصدر قراره الحاسم في جميع القضايا المعقدة التي عجزت عن حلها الكتب السماوية. ومن هذه القضايا والأمور: قضية معرفة الذات والصفات، وقضية الوجود والشهود، ومسألة بقاء الروح وارتقائها، ماهية النجاة وكيفية الرضوان، والفرق بين الخالق والمخلوق، والرازق والمرزوق، ومسألة

<<  <   >  >>