للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهكذا العهد الجديد من عمل تلاميذ المسيح: (متى) و (مرقس) و (لوقا)

و (يوحنا) و (بولس) و (يعقوب) و (بطرس).

ولكن معلم القرآن الأول ومبلغه واحد (ص)، به بدأت هذه الصحيفة، وبه اختتمت، ومع ذلك اتصف بالكمال في معانيه ودعوته وتفرده في الدعوة إلى الله وفي الرشد والهداية، ولم يكن بحاجة في إتمام موضوعه ومفهومه إلى كتاب آخر، مع أن (رك فيد) يحتاج إلى (يجرفيد) و (سام فيد)، ويحتاج (أتهرفيد) إلى الثلاثة.

ولا يكتمل العهد الجديد دون العهد القديم، وتبقى مطالب الأناجيل الأربعة ناقصة دون كتاب الأعمال، وأعمال الرسل ضرورية ضرورة الأناجيل. وبذلك يتضح سمو القرآن الكريم وشموله وكماله، وإن أردنا القياس الدقيق فلابد من الاطلاع على معانيه ومطالبه اطلاعا كاملا.

٨ - ومن خصائص القرآن الكريم أن أسلوبه نقي نزيه لم ترد فيه كلمة فحش أو عبارة تنافي الحياء.

اقرءوا كتاب حرقي ايل الذي قص فيه الرب على العباد قصة زوجتيه أهولة وأهوليبة. ويرى أفاضل النصارى أن هذه القصة وضعت للتمثيل ليس إلا، ولكن هل يترك هذا التمثيل زوجا على حسن ظن في زوجته؟ هل تتمنى الأسرة البشرية نموذجا أعلى من هذين الزوجين النورانيين؟

نعم انظروا إلى بذاءة الألفاظ:

١ - في نشيد الأنشاد يبدي شاب حبه نحو فتاة، وكذلك الفتاة تبدي عواطفها الغرامية نحو الشاب.

٢ - ومن حسن تصرف النصارى أنهم جعلوا الفتاة أوروشليم وجعلوا الفتى المسيح، مع أن كلمة من كلماتها لا تشير إلى ذلك، بل الرجل يخاطب حبيبته بالأخت العروس (١).

هل يرضي أهل هذا العصر بهذا الأسلوب، وهل كان اليهود في الماضي يتخاطبون فيما بينهم بهذه الطريقة؟


(١) نشيد الأنشاد ٤/ ٩، ١٠.

<<  <   >  >>