إسلام المغول: وبعد نهضة دامت نحو سبعة قرون دب الضعف والانحطاط في الدولة الإسلامية حتى تعرضت بغداد للدمار والهلاك، ولكن في نفس تلك الأيام تحول المغول، الذين كانوا يقطعون شجر الإسلام ويستأصلونه، إلى حماة للإسلام وصاروا من ثمار شجرته الطيبة.
فلسفة اليونان وأوهام الهنادكة: والحاصل أن الإسلام تقدم وانتشر أيام الشدة والاضطهاد وأيام النهضة واليسر على حد سواء. وقد تعرض هذا الدين لهجمات الفلسفة اليونانية والأوهام الهندية والترف الإيراني والتوحش البربري، ولكنه استمر في الانتشار والتقدم مع هذه العراقيل.
السياسة الأوربية والفلسفة الجديدة: وفي عصرنا هذا تصوب الفلسفة الجديدة سهام نقدها إلى الإسلام بالإضافة إلى ما أحدثته القوى الأوربية من شتات فكري، وتعرضت دول الإسلام للهلاك، وتقلص ظل تركيا التي كانت دولة عظمى، وتحول المغرب من دولة عظيمة إلى دولة مستضعفة، وافتقرت حكومات شبه الجزيرة العربية والعراق إلى الأجانب، واختل أمر تنظيم الأمة، ومع ذلك فالإسلام يبسط ظله على انجلترا وألمانيا وأمريكا، فتدخل في كنفه كبار الشخصيات.
نهضة الإسلام في العهد الحالي: تضاعف عدد المسلمين في الصين وأفريقيا في عشر سنوات، فانظروا إلى هذه الأحوال واعتبروا، وتصوروا مدى صدق قوله تعالى:{تؤتي
أكلها كل حين}.
إن الإنسان حينما ينظر إلى نهضة الإسلام والمسلمين في حين واحد يدرك قوة الأمر الإلهي وحكمة الرب الكريم.
التنبؤ الرابع: عن تقدم الإسلام بأدلته الحقة، واهتداء الناس بآيات الأنفس والآفاق إليه. قال تعالى:
{سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق}(فصلت: ٥٣).
هذا هو الأمر الذي جذب العرب إلى الإسلام ودفعهم إلى قبوله فتدبروا هل يرفض رجل سليم العقل شهادة صدق أمر اجتمعت عليه آيات القدرة الداخلية والخارجية؟
وحينما تتوفر أمام السمع والبصر والفؤاد البراهين الساطعة - التي ترتفع بالحواس