وذكر الله تعالى شهادة علماء أهل الكتاب لإثبات النبوة المحمدية أيضا:
١ - {أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماؤا بني إسرائيل}(الشعراء: ١٩٧).
٢ - {ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب}(الرعد: ٤٣).
فكما أن أدلة الإسلام مبنية على العلم، فكذلك طولب أتباع الأديان الأخرى بأن يبرهنوا على دعاويهم بالعلم، قال تعالى:
١ - {قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا}(الأنعام: ١٤٨).
٢ - {نبئوني بعلم إن كنتم صادقين}(الأنعام: ١٤٣).
وقد شنع الإسلام على أهل الزيغ بأنهم يتقولون دون علم:
١ - {فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم}(آل عمران: ٦٦).
٢ - {ولا تفف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا}(الإسراء: ٣٦).
وتمسكا بهذه الآيات والأحكام أنجز المسلمون عبر القرون ما شهد به أهل أوربا كلها. وحينما قامت الدولة العباسية في بغداد، والدولة الأموية في الأندلس والدولة الفاطمية في مصر، جرى بينها التنافس في سبيل العلم وحماية العلماء، فكانت كل دولة تسعى أن تتفوق في نشر العلم والعناية به. وقد وجد مرصد في سمرقند مقابل مرصد الأندلس، وقد نشرت بغداد العلوم والفنون في الهند والصين وتتارستان، وكذلك نشرتها الأندلس في إيطاليا وفرنسا وألمانيا وأثرت هذه البلاد بالعلم.
وكان الفلاسفة من اليهود والنصارى والهنادكة والمصريين وأهل الصين واليونان في بلاط ملوك الإسلام محترمين ومكرمين، مثل أهل الحجاز وحضرموت واليمن وأبناء المهاجرين والأنصار، وكانت العلوم الرياضية والفلسفة والهيئة منتشرة مثل العلوم النقلية والأدب والنحو، كانت المدارس في بلاد الشرق والغرب وافريقيا متاحة لعامة الشعب، وكانت في كل مدرسة مكتبة وسكن للطلاب. وكانت في بغداد المدرسة النظامية التي أنشأها الوزير نظام الملك، وكانت توفر الطعام لنحو ٦٠٠٠ طالب، وتقاس عليها