للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رأي الشيخ الصاوى:

لقد فصل الصاوى القول في باب الصفات محررًا للمذهب الأشعرى فبدأ بتعريف الصفة أولًا:

فالصفة هي: "ما يحكم به عليه سواء كان عين الحقيقة أو قائمًا بها أو خارجًا عنها".

وفى بيان أقسامها، يقول: فـ "الصفات إما عين الذات وهى النفسية.

أو غير الذات وهى السلبية؛ لكون مدلولها عدميًا، والفعلية لحدوثها.

أو لا عين الذات ولا غيرها، وهى وجودية، وتسمى المعانى.

أو لا عين الذات ولا غيرها، وهى اعتبارية، وتسمى معنوية.

أو صفات جامعة؛ وهى العزة، والجلال، والجمال، والغنى". (١)

ولم يقصد بنفيه التغاير مطلق المغايرة، وإنما قصد نفى الانفكاك.

وأما نفيه للعينية فقد قصد به أن يفهم مغايرة إلذات للصفات وفى هذا رد على المعتزلة الذين أرجعوا الصفات للذات وأرادوا بذلك نفى الصفات. (٢)

ولتشعب المسائل المتعلقة بهذا المبحث وعمق مادتها العلمية عند الصاوى؛ سأقوم بتفصيل القول فيها وذلك تحت عدد من المطالب، مثبتة لما تقرر عنده بكلام الأشاعرة المتقدمين، مبتدئة بالصفات السلبية التي يعني بها تنزيهه تعالى عن كل نقص.

* * *


(١) حاشية جوهرة التوحيد: ٢٧. وانظر: حاشية الخريدة البهية: ٨٥.
(٢) انظر: حاشية جوهرة التوحيد: ٢٧.

<<  <   >  >>