للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقد ضعف الإمام ابن حجر - رحمه الله - جميع الروايات التي ورد فيها نسبة النفخ إليه (١).

وإن كان القول به مما اشتهر عند أهل العلم حتى ذكر القرطبي - رحمه الله - إجماع الأمة عليه (٢)، وكذلك نقل عن الحليمى كما ذكر الحافظ في الفتح. (٣)


= الكوي بعدد من يذوق الموت من جميع الخلائق فإذا صعقوا جميعًا، كتاب: الثامن من شعب الإيمان - باب في حشر الناس بعد ما يبعثون من قبورهم إلى الموقف الذي بين لهم من الأرض، رقم الحديث: ٣٥٣: (١/ ٣١٢). ومنها ما أخرجه الطبراني الأوسط عن عائشة، وعندها كعب الحبر فذكر إسرافيل، فقالت عائشة: يا كعب أخبرني عن إسرافيل، فقال كعب: عندكم العلم؟ فقالت: أجل فأخبرني قال: له أربعة أجنحة، جناحان في الهواء، وجناح قد تسربل به، وجناح على كاهله، والعرش على كاهله، والقلم على أذنه، فإذا نزل الوحي كتب القلم، ثم درست الملائكة وملك الصور، جاث على إحدى ركبتيه وقد نصب الأخرى فالتقم الصور محني ظهره، شاخص بصره، قد أمر إذا رأى إسرافيل قد ضم جناحه أن ينفخ في الصور، فقالت عائشة: هكذا سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "رقم الحديث: ٩٢٨٣: (٩/ ٢١٠) وقد حسنه الهيثمي، فقال: "رواه الطبراني بإسناد حسن: الترغيب والترهيب: (٤/ ٣٨١)، ولكن العيني في العمدة قدح في صحته لضعف أحد الرواة ويدعى: زيد بن جدعان: (٢٣/ ٩٩).
ومنها ما أورده السيوطي في تفسيره، عن أبي سعيد - رضي الله عنه - أنه قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إسرافيل صاحب الصور، وجبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره" في الدر المنثور وعزاه لسعيد وأحمد وابن أبي داود في المصاحف: (١/ ٩٤)، وانظر: الحبائك في أخبار الملائك: ٣٣.
(١) يقول: "اشتهرت أن صاحب الصور إسرافيل - عليه السلام -. ونقل فيه الحليمي الإجماع، ووقع التصريح به في حديث وهب بن منبه المذكور وفي حديث أبي سعيد عند البيهقي وفي حديث أبي هريرة عند ابن مردويه وكذا في حديث الصور الطويل الذي أخرجه عبد بن حميد والطبري وأبو يعلى في الكبير والطبراني في الطوالات وعلى بن معبد في كتاب الطاعة والمعصية والبيهقي في البعث من حديث أبي هريرة، ومداره على إسماعيل بن رافع، واضطرب في سنده مع ضعفه فرواه عن محمد بن كعب القرظي تارة بلا واسطة وتارة بواسطة رجل من الأنصار مبهم أيضًا، وأخرجه إسماعيل بن أبي زياد الشامي أحد الضعفاء أيضًا في تفسيره عن محمد بن عجلان عن محمد بن كعب القرظي، واعترض مغلطاوي على عبد الحق في تضعيفه الحديث بإسماعيل بن رافع وخفى عليه أن الشامي أضعف منه ولعله سرقه منه فألصقه بابن عجلان، وقد قال الدارقطني: إنه متروك يضع الحديث، وقال الخليلي: شيخ ضعيف شخن تفسيره بما لا يتابع عليه. وقال الحافظ عماد الدين بن كثير في حديث الصور: جمعه إسماعيل بن رافع من عدة آثار وأصله عنده أبي هريرة، فساقه كل مساقًا واحدًا. وقد صحح الحديث من طريق إسماعيل بن رافع القاضي أبو بكر بن العربي في سراجه وتبعه القرطبي في التذكرة، وقول عبد الحق في تضعيفه أولى وضعفه قبله البيهقي فوقع في هذا الحديث عند على بن معبد "إن الله خلق الصور فأعطاه إسرافيل فهو واضعه على فيه شاخص ببصره إلى العرش" الحديث، وقد ذكرت ما جاء عن وهب بن منبه في ذلك فلعله أصله": (١١/ ٣٦٨).
(٢) الجامع لأحكام القرآن: (٧/ ٢٠).
(٣) الفتح: (١١/ ٣٦٨).

<<  <   >  >>