للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- وفي حديثه عن حملة العرش، وصفهم بعدد من الأوصاف، فقد تناول بيان عددهم فاختار أنهم أربع ويوم القيامة، يزيدون فيصير عددهم ثمانية، وكانت حجة من ذهب إلى هذا حديث رواه الطبري، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (يحمله اليوم أربعة ويوم القيامة ثمانية) (١)، وغيره مما يفيد نفس المعنى إلا أن الاحتجاج بها لا يصح لضعفها الشديد (٢).

- والأصح في هذا التوقف بالنسبة لحال الدنيا؛ لعدم المستند الصحيح في ذلك، أما في الآخرة فإن الآية الكريمة نص في إثبات العدد، أما الكيف فلا يعلم حقيقته إلا الله، قال تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة: ١٧].

أما ما ذكره من وصف أولئك الأربعة، فهذا ما روى عن أبي عباس (٣) - رضي الله عنهما - ولكن الاحتجاج به لا يسلم لضعف إسناده.

والصحيح المسألة ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش، وإن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام) (٤).

- وكان موقف الصاوي من جهاد الملائكة موقفًا يظهر فيه الاضطراب والتناقض، ولكن الصحيح فيما ذهب إليه أولًا من أن الملائكة لا يختص جهادها مع المؤمنين في غزوة بدر، ويسند هذا القول الكثير من الأحاديث وأقوال الصحابة، بل والأخبار والقصص عن المجاهدين الصادقين، ومن ذلك الحديث الصحيح، فعن عائشة


(١) رواه الطبري وإسناده منقطع: (٢٩/ ٥٩).
(٢) منها حديث قال فيه رسول الله صدق يقصد به بيتًا لأمية بن أبي الصلت، انظر: تضعيف الألباني له في السنة: (٢٥٦).
(٣) رواه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة: ٣٥، وانظر: الدر المنثور وعزاه السيوطي لأبي الشيخ عن مكحول رضي الله عنه: (٥/ ٣٤٦).
(٤) سبق تخريجه: ٣٣٤.

<<  <   >  >>