للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولًا: من البدع المحدثة التي حذر منها النبي أمته حيث كان يقول في الخطبة: (شر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة) (١)

ثانيًا: هذه الألفاظ تعد من الغلو المنهى عنه قال - عليه الصلاة والسلام -: (لا تطرونى كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم) (٢)

فحقيقة الإطراء المنهى عنه، كما بين ذلك أهل العلم هو الخروج عما شرع الله تعالى في حقه من الإجلال والأدب، إلى ما هو من خصائص الربوبية التي لا تكون إلا لله تعالى، يقول الإمام البغوي: "الإطراء مجاوزة الحد في المدح، والكذب فيه، وذلك أن النصارى أفرطوا في مدح عيسى وإطرائه بالباطل وجعلوه ولدًا، فمنعهم النبي - صلى الله عليه وسلم - من أن يطروه بالباطل" (٣)

مع ما فيها من مقاربة لألفاظ الشرك المحرمة فهذا النبي - عليه أفضل الصلاة والسلام - ينهى بعض أصحابه وبشدة فحين قيل له ما شاء الله وشئت رد تلك المقولة وأظهر بهتانها وقال: (أجعلتنى والله عدلًا؟ ما شاء الله وحده) (٤)

- أما عن القسم به - عليه الصلاة والسلام - فقد وردت الأحاديث الصحيحة ببيان أن القسم حق لله تعالى فلا يجوز أن يتعداه العبد إلى غيره وأن من فعل ذلك فقد أشرك، قال - عليه الصلاة والسلام -: (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) (٥)


(١) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الجمعة - باب رفع الصوت في الخطبة.
(٢) سبق تخريجه: ٧٢.
(٣) شرح السنة: (١٣/ ٢٤٦).
(٤) أخرجه الإمام أحمد في مسند ابن عباس - رضى الله عنهما -: رقم الحديث: ١٩٦٤، وصححه أحمد شاكر: (٢/ ٤٦٥)، ورواه ابن ماجه في سننه: كتاب الكفارات - باب النهى أن يقال ما شاء الله وشئت، رقم الحديث: ٢١١٧، وصححه الألباني في السلسلة: ١٣٩.
(٥) أخرجه أبو داود في سننه: كتاب الأيمان والنذور - باب في كراهية الحلف بالآباء، رقم الحديث: ٣٢٤٦: (٤/ ٧٦). وصححه الألباني في صحيح ابن داود برقم: ٢٧٨٧: (٢/ ٦٢٧). وأخرجه الترمدى: كتاب النذور والأيمان - باب ما جاء في كراهية الحلف بغير الله، رقم الحديث: ١٥٣٥، وقال الترمذي: حديث حسن: (٤/ ٩٣).

<<  <   >  >>