للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول: "وهذا شروع في بيان أن إقدامهم على هذه الضلالات لا بد أن يكون لأحد أمور أربعة:

أحدها: أن لا يتأملوا في دليل نبوته وهو القرآن المعجز.

ثانيها: أن يعتقدوا أن بعثة الرسول أمر غريب لم تسمع ولم ترد عن الأمم السابقة.

ثالثها: ألَّا يكونوا عالمين بأمانته وصدقه قبل ادعاء النبوة.

رابعها: أن يعتقدوا فيه الجنون". (١)

وفي كل مرة يوضح أنه ليس هذا هو سبب إعراضهم بل الكبر عن قبول الحق والانقياد له.

أما عن المراد بالمعجزة فيعرف الصاوي أصلها في اللغة، بقوله: "المعجزة في الأصل مشتقة من الإعجاز وهو إثبات العجز في الغير ثم استعمل في لازمه وهو إظهاره، ثم نقلت للأمر الخارق" (٢)

أما تعريفها كما هو عليه كلام الأشاعرة، فيقول في الخارق: "هو الأمر الخارق للعادة، الواقع على يد مدعى النبوة المقرون بالتحدى (٣) مع عدم المعارضة" (٤)

ثم يشرع بعد ذلك ببيان مفردات التعريف واحدة واحدة، يقول: "وقد اشتمل التعريف على سبعة أمور:

أولًا: أن تكون فعلًا لله أو تركًا، فالأول: كنبع الماء من بين الأصابع.

والثاني: كعدم الإحراق لإبراهيم - عليه السلام -.

ثانيًا: أن تكون خارقًا للعادة لا أن يكون معتادًا.


(١) المرجع السابق: (٣/ ١١٤).
(٢) حاشية الخريدة: ٩٩.
(٣) حاشية الخريدة: ٤. وحاشية الصلوات: ٥٥.
(٤) حاشية الجوهرة: ٤٦.

<<  <   >  >>