للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثًا: أن تكون على يد مدعى النبوة؛ لأنها إن كانت على يد غيره فلا تسمى معجزة".

ويبدأ بتفصيل ما يسمى به الخارق على يد غير مدعى النبوة ف " إما أن تسمى إرهاصًا وهو الخارق للعادة على يد نبى قبل ادعائها.

أو كرامة: وهى الخارق للعادة على يد ظاهر الصلاح.

أو معونة: وهى ما كان على يد مستور الحال.

أو استدراجًا: وهو ما كان على يد فاسق على طبق مراده.

أو إهانة: وهو ما كان على غير مراده".

رابعًا: أن تكون مقارنة للدعوى حقيقة أو حكمًا.

خامسًا: أن تكون موافقة للدعوى، فالمخالفة كفلق الجبل عند قول مدعى النبوة: آيتى فلق البحر، فلا تعد معجزة.

سادسًا: أن لا تكون مكذبة إن كان ممن يعتبر تكذيبه، كقوله: آيتى نطق الجماد فنطق بأنه كذاب، فلا تعد معجزة، وأما إن كان مما لا يعتبر تكذيبه، كما إذا قال: آيتى إحياء هذا الميت مثلًا، فأحيى ونطق بأنه كذاب فإحياؤه كافٍ في المعجزة ولا يلتفت لتكذيبه لاتهامه بعد ذلك بالأغراض.

سابعًا: أن تتعذر معارضته إلا من نبى مثله، فالسحر ونحوه لا يعد معجزة.

ثامنًا: أن لا يكون الخارق في زمن خرق العادات، كقرب الساعة". (١)

وفى بيان الحكمة من اختيار نوع المعجزة لكل نبى فإنه يوضح مدى العلاقة الوثيقة بين نوعها وبين ما برع فيه أهل زمان ذلك النبي؛ حتى يتحقق الإعجاز ويظهر كأقوى ما يكون، فيعلل الصاوي ما أيد به عيسى - عليه السلام - من إحياء الموتى وإبراء المرضى بقوله: "فإن معجزة كل نبى على شكل أهل زمانه، كموسى - عليه السلام - فإنه بعث في زمن كثرت فيه السحرة؛ فأعياهم بالعصا واليد البيضاء، وسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - فإنه بعث في زمن العرب البلغاء؛ فأعياهم بالقرآن" (٢)


(١) المرجع السابق.
(٢) حاشية الجلالين: (١/ ١٤٦).

<<  <   >  >>