للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى غير أهلها، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن سأله عن الساعة: (إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة) (١)

والأحاديث في بيانها كثيرة، منها: حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان، يكون بينهما مقتلة عظيمة، دعوتهما واحدة، وحتى يبعث دجالون كذابون، قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله، وحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل, ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، وهو القتل، وحتى يكثر فيكم المال، فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته، وحتى يعرضه، فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرب لي به. وحتى يتطاول الناس في البنيان. وحتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيقول: يا ليتنى مكانه, وحتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس - يعني - آمنوا أجمعون، فذلك حين: {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: ١٥٨] " (٢)

فكل ما ورد في الحديث يعد من أشراط الساعة الصغرى، إلا طلوع الشمس من مغربها، فقد عدها العلماء من الأشراط الكبرى التي تؤذن بقيام الساعة، وكان ما ذكره الصاوي من بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - صحيحًا؛ إذ يستند إلى إخبار الرسول - صلى الله عليه وسلم - بذلك، فقد ورد في الحديث الصحيح عن سهل - رضي الله عنه - قال: قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: (بعثت أنا والساعة كهاتين). ويشير بإصبعيه فيمدهما" (٣)

وكانت حادثة انشقاق القمر في عهده - صلى الله عليه وسلم - من العلامات على اقتراب الساعة منذ بعثته - عليه الصلاة والسلام - فقد قال تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}.

* * *


(١) أخرجه البخاري في: كتاب العلم - باب من سئل علمًا وهو مشتغل في حديثه، رقم الحديث: ٥٩.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الفتن - باب خروج النار، رقم الحديث: ٧١٢١.
(٣) أخرجه البخاري في: كتاب الرقاق - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (بعثت أنا والساعة كهاتين)، رقم الحديث: ٦٥٠٣.

<<  <   >  >>