للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما أشراط الساعة الكبرى فهي كالتالي:

١ - المهدي: مما ثبت في الصحاح أن خليفة من آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلى أمر هذه الأمة، فيملأ الأرض عدلًا، كما ملئت جورًا، قال - صلى الله عليه وسلم -: (لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلمًا وجورًا وعدوانًا، ثم يخرج من أهل بيتى من يملأها قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وعدوانًا) (١)

والأحاديث في بيان صفته كثيرة منها الصحيح ومنها الضعيف، وفى الصحيح منها ما يكفى ثبوت هذا الأمر العظيم.

٢ - المسيح الدجال: وقد ورد ذكره في حديث حذيفة الذي استدل به الصاوي آنفًا، هذا والكلام في استقصاء ما ورد حوله مما يصعب لضيق المقام، فقد ثبت في الصحاح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه كان كثيرًا ما يحذر أصحابه منه، فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعلمهم هذا الدعاء، كما يعلمهم السورة من القرآن، يقول: قولوا: (اللهم! إنا نعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات) (٢).

وقد يحمله نصحه لأمته وشفقته العظيمة عليهم أن يصفه لهم خشية أن يفتنوا به، قال - عليه الصلاة والسلام -: (إني لأنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذر قومه، ولكنى سأقول لكم فيه قولًا لم يقله نبى لقومه، إنه أعور، وإن الله ليس بأعور) (٣).


(١) أخرجه أبو داود في سننه: كتاب المهدى - رقمه: ٤٢٨١: (٥/ ٣٠)، وأخرجه أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة، برقم: ٧٧٣: (١/ ٥٠٠) وأخرج بنحوه الترمذي في سننه: كتاب الفتن عن رسول الله - باب ما جاء في المهدى - رقم الحديث: ٢٢٣٠، وقال: حديث حسن صحيح: (٤/ ٤٣٨) .. وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة: (١/ ٣٩ - ٤٠).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب المساجد ومواضع الصلاة - باب التعوذ من عذاب القبر: (٥/ ٨٧).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الفتن - باب ذكر الدجال، رقم الحديث: ٧١٢٧.

<<  <   >  >>