للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي الحديث الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: (يذهب الصالحون، الأول فالأول، ويبقى حفالة كحفالة الشعير، أو التمر، لا يباليهم الله بالة). قال عبد الله: يقال: حفالة وحثالة. (١) .

وعند ذلك يتحقق اجتماع الناس على الكفر؛ كما في الحديث الصحيح: (فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع، لا يعرفون معروفًا ولا ينكرون منكرًا، فيتمثل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان، وهم في ذلك دار رزقهم، حسن عيشهم، ثم ينفخ في الصور، فلا يسمعه أحد إلا أصغي ليتا ورفع ليتا، قال: وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله، قال: فيصعق، ويصعق الناس ... ). (٢)

٨ - خروج نار تحشر الناس إلى محشرهم: آخر الآيات الكبرى الدالة على قيام الساعة؛ هي ما أخبر عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ذكره الصاوي في حاشيته على التفسير، فقد بين الحديث بمجموع رواياته أن النار تخرج من اليمن، وتحديدًا من منطقة عدن، تحيط بالناس موجهة إياهم إلى أرض الشام، حيث المحشر.

أما عن بيان كيفية الحشر؛ فيخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: (يحشر الناس على ثلاث طرائق: راغبين وراهبين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، ويحشر بقيتهم النار، تقيل معهم حيث قالوا: وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا) (٣) .

وفي تحديد أرض المحشر ببلاد الشام وردت الأحاديث الصحيحة، منها حديث


(١) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الرقاق - باب ذهاب الصالحين، رقم الحديث: ٦٤٣٤، قال الحافظ ابن حجر: "والحفالة بالمهملة والفاء بمعنى الحثالة بالمثلثة، والفاء قد تقع موضع الثاء، والمراد بها الرديء من كل شيء، وقال الخطابي: أي لا يرفع لهم قدرا ولا يقيم لهم وزنا، يقال باليت بفلان وما بليت به مبالاة وبالية وبالة". انظر؛ فتح الباري: (١١/ ٢٥٢).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الفتن وأشراط الساعة - باب ذكر الدجال: وقال النووي في معنى الليت"والليت بكسر اللام وأخره مشاة فوق، وهي صفحة العنق وهي جانبه" (١٨/ ٧٦).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الرقاق - باب كيف الحشر، رقم الحديث: ٦٥٢٢.

<<  <   >  >>