للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما ما حكاه بشأن بيان صفتها، فمما لم يرد فيه حديث عن المعصوم صلى الله عليه وسلم (١) ، لذا كان الحق في هذه القضية ما ذكره الشيخ السعدي رحمه الله في أمر هذه الدابة العجيبة، يقول: "وهذه الدابة هي الدابة المشهورة التي تخرج في آخر الزمان وتكون من أشراط الساعة، كما تكاثرت بتلك الأحاديث، لم يذكر الله ورسوله كيفية هذه الدابة، وإنما أثرها والمقصود منها وأنها من آيات الله، تكلم الناس كلاما خارقا للعادة، حين يقع القول على الناس، وحين يمترون بآيات الله، فتكون حجة وبرهانا للمؤمنين، وحجة على المعاندين" (٢)

٧ - اندراس الإسلام، واجتماع الناس على الكفر: فقد دلت الأحاديث الثابتة أن الإسلام في آخر الزمان يدرس، فعن حذيفة رضي الله عنه قال: " قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدري ما صيام، ولاصلاة، ولا نسك، ولا صدقة، وليُسري على كتاب الله عز وجل في ليلة لا يبقى في الأرض منه آية، وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون: أدركنا آبانا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها)، فقال له صلة: ما تغني عنهم لا إله إلا الله؛ وهم لا يدرون ما صلاة، ولا صيام، ولا نسك، ولا صدقة؟ فأعرض عنه حذيفة، ثم ردها عليه ثلاثا، كل ذلك يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة، فقال: يا صلة، تتجيهم من النار ثلاثًا". (٣)

وقد دلت بعض الأحاديث على أنه لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق، وذلك بعد أن يرسل الله ريحا طيبة، تقبض أرواح المؤمنين، فعن أبي هريرة رضي اللهعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يبعث ريحًا من اليمن، ألين من الحرير، فلا تدع أحدًا في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته) (٤)


(١) انظر تفسير ابن كثير: (٣/ ٤٩٦).
(٢) تيسير الكريم الرحمن: ٦٦٢.
(٣) أخرجه ابن ماجه في سننه: كتاب الفتن - باب ذهاب القرآن والعلم، رقم الحديث: ٤٠٤٩: (٢/ ١٣٤٤) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة، برقم: ٣٢٧٣: (٢/ ٣٧٨).
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الإيمان - باب الريح التي تكون قرب القيامة: (٢/ ١٣٢).

<<  <   >  >>