للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بسعة علمه وحدة ذكائه، حيث ألف في التفسير والفقه وعلم الكلام والنحو والصرف والبلاغة وغيرها.

ولما كان هذا البحث مستندًا في بيان آراء الصاوى إلى الكتب التي اشتملت على المسائل العقدية دون غيرها، فقد عمدت عند عرضى لها إلى إعطاء صورة موجزة للقارئ عن أهم ما تتميز به ويدور عليه محور مواضيعها، مبرزة من ذلك الجانب العقدى؛ لأهميته المتعينة.

١ - حاشية الصاوى على تفسير الجلالين: وقبل أن أتحدث عن ما حوته هذه الحاشية من المعارف والعلوم المتعددة، يحسن بى أن أعرف بهذا المؤلف العلمى ذى المكانة المتميزة بين كتب التفسير.

فتفسير الجلالين. هو التفسير الذي قام بتأليفه عالمان جليلان هما: جلال الدين السيوطي (١)، وجلال الدين المحلى (٢)، حيث ابتدأ التفسير جلال الدين المحلى من سورة الكهف إلى آخر سورة الناس، ثم ابتدأ بسورة الفاتحة، فوافته المنية ولما يكمل التفسير بعد، فقام الحافظ السيوطي بإكمال ما شرع به المحلى، فكان تفسيره من أول سورة البقرة إلى سورة الإسراء.


(١) هو الحافظ جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي، المسند المحقق، ولد في رجب سنة: ٨٤٩ هـ، وتوفى والده وله من العمر خمس سنوات وسبعة أشهر، وأسند وصايته إلى جماعة من أهل العلم، ختم القرآن في الثامنة من عمره، حفظ كثيرًا من المتون، وتلقى العلم على يد علماء كثر، كما أخذ عنه الكثير من طلاب العلم، برع في الكثير من العلوم والفنون خصوصًا علم الحديث، حتى صار أعلم أهل زمانه به، له مؤلفات كثيرة نالت شهرة كبيرة بين المسلمين في شتى البلاد، كان عابدًا ورعًا انقطع للعبادة عندما بلغ الأربعين من عمره، توفى - رحمه الله - ليلة الجمعة في التاسع عشر من جمادى الأولى سنة: ٩١١ هـ. انظر في ترجمته: شذرات الذهب: (٨/ ٥١).
(٢) هو جلال الدين محمد بن أحمد بن إبراهيم المحلى الشافعي، ولد بمصر سنة: ٧٩٧ هـ، برع في الفنون: فقهًا وكلامًا وأصولًا، ونحوًا ومنطقًا، وغيرها، أخذ عن البدر محمود الأقصرائى، والبرهان البيجورى، والشمس البساطى، وغيرهم بلغ مبلغًا عظيمًا من الصلاح والورع، ألف كتبًا كثيرة هي في غاية الدقة والاختصار وسلامة العبارة، ومنها: شرح جمع الجوامع في الأصول، وشرح المنهاج في فقه الشافعية، وشرح الورقات في الأصول، ومنها هذا التفسير، توفى - رحمه الله - سنة: ٨٦٤ هـ. انظر في ترجمته: شذرات الذهب: (٧/ ٣٠٣).

<<  <   >  >>