وهذا التفسير من المؤلفات العلمية، التي حازت شهرة واسعة في البلاد الإسلامية، فقد تميزت عبارته بالدقة والاختصار غير المخل، كما اشتمل على أهم العلوم التي يستعان بها في فهم كلام الله تعالى، من أسباب النزول والإعراب، وأيضًا التنبيه على بعض القراءات المختلفة المشهورة.
ومع دقة عباراته وقوتها العلمية؛ فقد استخدم في تأليفه الأسلوب الدمجى، وهذا النوع من الشروح يعد في الحقيقة من أصعب المناهج المتبعة في توضيح النصوص وتفسير ما أغلق منها، لذلك فقد حاز هذا التفسير إعجاب الكثير من أهل العلم فاشرأبت الأعناق إلى خدمته، فقامت عليه الكثير من الحواشى العلمية، وكان من أشهرها حاشية الشيخ الجمل وحاشية الشيخ الصاوى، والتى نحن الآن بصدد الحديث عليها.
هذا وقد طبع الكتاب مرات عديدة، وكان يطبع في هامش القرآن الكريم (١).
أما عن حاشية الصاوى فتقع هذه الحاشية في أربعة مجلدات من القطع الكبير، وقد طبعت عددًا من المرات، وكانت هذه الحاشية اختصارًا اختصره المؤلف لحاشية شيخه الجمل، وقد ذكر سبب اختصاره لها في أول التفسير، يقول: "لما كان علم التفسير أعظم العلوم مقدارًا وأرفعها شأنًا ومنارًا، إذ هو رئيس العلوم الدينية، ورأسها، ومبنى قواعد الشرع وأساسها، وكان كتاب الجلالين من أجل كتب التفسير، وقد أجمع على الاعتناء به الجم الغفير من أهل البصائر والتنوير، جاءنى الداعى الإلهى بقراءته، فاشتغلت به على حسب عجزى، ووضعت كتابة مخلصة من حاشية شيخنا العلامة المحقق المدقق الورع الشيخ سليمان الجمل، مع زوائد فتح بها مولانا من نور كتابه.
وإنما اقتصرت على تلخيص تلك الحاشية؛ لكونى وجدتها ملخصة من جميع كتب التفسير التي بأيدينا، تنسب لنحو عشرين كتابًا منها البيضاوي وحواشيه، ومنها الخازن والخطيب والسمين وأبو السعود والكواشى والبحر والنهر والساقية والقرطبى