للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإنه مع وجود ما يقتضى خروج الإمام من دائرة الإسلام إلى الكفر الصريح؛ فلا أحقية له حينئذ في الخلافة الشرعية، دل على ذلك الحديث الصحيح، فقد روى عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أنه قال: (دعانا النبي - صلى الله عليه وسلم - فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا: أن بايعنا على السمع والطاعة، في منشطنا، ومكرهنا، وعسرنا، ويسرنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن ترو كفرًا بواحًا، عندكم من الله فيه برهان). (١)

* * *


(١) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الفتن - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (سترون بعدى أمورًا تنكرونها)، رقم الحديث: ٧٠٥٦.
قال الحافظ: "البواح" بموحدة ومهملة، معنى قوله: (بواحًا)؛ يريد ظاهرًا باديًا، من قولهم: باح بالشيء؛ يبوح به؛ بوحًا، وبواحًا؛ إذا أذاعه وأظهره، وفي رواية "براحا" بالراء؛ وهو قريب من هذا المعنى، وأصل البراح الأرض القفراء التي لا أنيىس فيها ولا بناء، وقيل: البراح البيان؛ يقال: برح الخفاه إذا ظهر. الفتح: (١٣/ ٨).

<<  <   >  >>