• وقال ابن أبي ذئب ﵀ للمنصور ذات يوم: يا أمير المؤمنين، قد هلك الناس، فلو أعنتهم بما في يديك من الفيء؟ قال: ويلك لولا ما سددت من الثغور وبعثت من الجيوش لكنت تؤتى في منزلك وتذبح. فقال ابن أبي ذئب: فقد سدَّ الثغور وَجيَّش الجيوش، وفتح الفتوح، وأعطى الناس أعطياتهم مَنْ هو خير منك. قال: ومن هو ويلك؟ قال: عمر بن الخطاب: فنكس المنصور رأسه، والسيف بيد المسيب والعمود بيد مالك بن الهيثم ولم يعرض له والتفت إلى محمد بن إبراهيم الإمام، قال: هذا الشيخ خير أهل الحجاز. [المنتظم ٨/ ٢٣٢، ٢٣٣].
• وعن محمد بن خلاد قال: لما حجَّ المهدي دخل مسجد رسول الله ﷺ فلم يبق أحد إلا قام، إلا ابن أبي ذئب ﵀ فقال له المسيب بن زهير: مَنْ هذا أمير المؤمنين؟ فقال ابن أبي ذئب: إنما يقوم الناس لرب العالمين، فقال المهدي: لقد قامت كل شعرة في رأسي. [المنتظم ٨/ ٢٣٤].
• وعن مبارك بن فضالة ﵀ قال: إني يومًا لعند أبي جعفر إذ أتي برجل فأمر بقتله، فقلت في نفسي: يقتل رجل من المسلمين وأنا حاضر، فقلت: يا أمير المؤمنين، ألا أحدّثك حديثًا سمعته من الحسن قال: وما هو؟ قلت: سمعته يقول: قال رسول الله ﷺ: إذا كان يوم القيامة جمع الله الناس في صعيد حيث يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر فيقوم منادٍ من عند الله تعالى فيقول: ليقومنَّ مَنْ له على الله يد فلا يقوم إلا من عفا.
فأقبل عليّ فقال: آلله سمعته من الحسن؟ فقلت: آلله سمعته من الحسن، فقال: خليا عنه. [المنتظم ٨/ ٢٧٦].
• وقال ابن كثير ﵀: ومن مناقبه - أي فرج بن فضالة التنوخي ﵀ أنَّ المنصور دخل يومًا إلى قصر الذهب، فقام الناس إلا فرج بن فضالة، فقال له وقد غضب عليه: لِمَ لَم تقم، قال: خفت أن يسألني الله عن ذلك، ويسألك لِمَ رضيت بذلك، وقد كره رسول الله ﷺ القيام للناس، قال: فبكى المنصور، وقربه، وقضى حوائجه. [البداية والنهاية].
• وعن المدائني قال: نظر مالك بن دينار ﵀ إلى رجل قد اشترى