للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألهَتْكَ الَّلذائِذُ والأماني … عَنِ الفِرْدوْس والظُلَلِ الدَّواني

أتلهو بالكرَى عنْ طِيْب عَيْشٍ … معَ الخَيرات في غُرَفِ الجِنانِ

تَعيشُ مخلدًا لا موتَ فيهَا … وتنعم في الجنان مع الحسان

تيقَّظْ مِنْ مَنَامكَ إنَّ خيرًا … مِنَ النَّومِ التَّهَجُّدُ بالقُرانِ

فاستيقظ قال: فوالله ما ذكرتها إلا ذهب عني النوم. [الجامع المنتخب / ٦٩].

• وكان بعض الصالحين له وردٌ فنام عنه، فوقف عليه فتى في منامه، فقال له بصوت محزون:

تَيَقَّظْ لِساعَاتٍ مِنَ الليْلِ يا فَتى … لَعَلّك تَحْظى في الجِنَان بحُورِهَا

فَتَنْعَمُ في دارٍ يدُومُ نعيمُها … مُحَمَّدُ فيها والجليلُ يزُورُها

فَقُمْ وتيقَّظْ ساعةً بعدَ ساعَةٍ … عَسَاكَ توفَّي ما بَقى مِنْ مُهورِها

[الجامع المنتخب / ٦٩].

• وكان بعض السلف الصالح كثير التهجد، فبكى شوقًا إلى الله ﷿ ستين سنة، فرأى في منامه كأنه على ضفة نهر يجري بالمسك به شجرُ لؤلؤ ونبت من قضبان الذهب، فإذا بحورٍ مزيناتٍ يقلن بصوت واحد: سبحان المسبح بكل لسان سبحانه. فقال لهن: ما تصنعن هاهنا؟ فقلن:

ذَرَانا إلهُ الناس ربُّ مُحَمّدٍ لِقَومٍ … على الأقدام بالليل قُوَّمُ

يُنَاجُونَ ربَّ العَالَمينَ إلهَهُمْ … وتَسْري همومُ القوم والنَّاسُ نوَّمُ

فقال: بخ بخ لهؤلاء. من هم لقد أقر الله أعينهم بكنّ؟ فقلن: أوما تعرفهم؟! قال: لا. فقلن: بلى! هؤلاء المتهجدون، أصحاب القرآن والسهر. [موسوعة ابن أبي الدنيا ١/ ٣٠٦، ٣٠٧، الجامع المنتخب / ٦٩].

• وكان بعض الصالحين ربما نام في تهجده فتوقظه الحوراء في منامه، فيستيقظ بإيقاظها. (١) [الجامع المنتخب / ٦٩].


(١) قال ابن رجب : ومما يُجزَى به المتهجِّد في الليل: كثرةُ الأزواج من الحور العِيْن في الجنة، فإن المتهجد قد ترك لذة النوم بالليل، ولذة التمتع بأزواجه طلبًا لما عند الله ﷿، فعوّضه الله تعالى خيرًا مما تركه، وهو الحور العين في الجنة. الجامع المنتخب / ٦٩

<<  <   >  >>