• وقال أبو عبد الرحمن المغازلي: دخلت على رجل مبتلى بالحجاز، فقلت: كيف تجدك؟
قال: أجد عافيته أكثر مما ابتلاني به، وأجد نعمه علي أكثر من أن أحصيها.
فقلت: أتجد لما أنت فيه ألمًا شديدًا؟
فبكى، ثم قال: سلا بنفسي عن ألم ما بي: ما وعد عليه سيدي أهلَ الصبر من كمال الأجور في شدة يوم عسير.
قال: ثم غشي عليه، فمكث مليًّا ثم أفاق، فقال: إني لأحسب أن لأهل الصبر عند الله غدًا في القيامة مقامًا شريفًا، لا يتقدمه من ثواب الأعمال شيء إلا ما كان من الرضا عن الله جل وعز. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٤/ ٤٤].
• وقال بعضهم: [موسوعة ابن أبي الدنيا ٤/ ٤٥].
عليك بتقوى الله واقنع برزقه … فخير عباد الله من هو قانع
ولا تلهك الدنيا ولا طمع بها … فقد أهلك المغرور فيها المطامع
وصبرًا على نوبات ما ناب واعترف … فما يستوي عبد صبور وجازع
ألم تر أهل الصبر يجزوا بصبرهم … بما صبروا والله راء وسامع
ومن لم يكن في نعمة الله عنده … سوى ما حوت يومًا عليه الأضالع
فقد ضاع في الدنيا وخيب سعيه … وليس لرزق ساقه الله مانع
• وعن سعيد بن جبير ﵀ قال: الصبر اعتراف العبد لله بما أصابه منه، واحتسابه عند الله، رجاء ثوابه، وقد يجزع الرجل وهو متجلد لا يُرى منه إلا الصبر.
• وعن الحسن ﵀ قال: سب رجل رجلاً من الصدر الأول، فقام الرجل وهو يمسح العرق عن وجهه، وهو يتلو ﴿وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ [الشورى: ٤٣].
قال الحسن: عَقِلها والله وفهمها، إذ ضيعها الجاهلون!. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٤/ ٤٧].