للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• وعن بكر بن حمران قال: جيء بامرأة إلى أحد الظلمة، فقيل لها: قد أمر بقطع يديك ورجليك وسمل عينيك، فقالت: الحمد لله على السراء والضراء، وعلى العافية والبلاء، قد كنت أؤمل في الله ما هو أكثر من هذا.

قال: فلما قطعت جعل الدم لا يرقأ، فأحست بالموت، وقالت: حياة كدرة وميتة طيبة، لئن نلت ما أملت يا نفس من جزيل ثواب الله: لقد نلت سرورًا دائمًا لا يضرك معه كدر عيش، ولا ملاحاة الرجال في الدار الفانية.

قال: ثم اضطربت حتى ماتت. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٤/ ٥٣].

• وكان مالك بن دينار يبكي ويبكي أصحابه، ويقول في خلال بكائه: اصبروا على طاعته، فإنما هو صبر قليل، وغُنم طويل، والأمر أعجل من ذلك. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٤/ ٥٣].

• وقال عبد الله بن المبارك : من صبر فما أقل ما يصبر، ومن جزع فما أقل ما يتمتع. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٤/ ٥٣].

• وقال محمد العجلي : أعطي الصابرون الصلاة من الله عليهم، والرحمة منه لهم، فمن ذا الذي يدرك فضلهم إلا من كان منهم؟ هنيئًا للصابرين ما أرفع درجتهم، وأعلى هناك منازلهم، والله إن نال القوم ذلك إلا بمنه وتوفيقه، فله الحمد على ما أعطى من فضله وأسدى من نعمه، وله الحمد كثيرًا علينا وعلى جميع خلقه، فهو الغني فلا يمنعه نائل، وهو الكريم فلا يحفيه سائل، وهو الحميد فلا يبلغ مدحه قائل، ونحن عباده، فمن بين مخذول حرم طاعته فلم يصبر عن معصيته، ومِن بين مطيع وفقه لمرضاته وصبره عن الدنيا وما فيها من معصيته، ثم غمرنا بعد ذلك بتفضله فقال: ﴿ورَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف: ١٥٦] فنحن نرجو أن ننالها بتفضله وإن لم نكن من أهلها بسوء أعمالنا القبيحة، واسوأتاه من كريم يكرمك وأنت متعرض لما يكره صباحًا ومساءً. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٤/ ٥٣].

• وعن مسمع بن عاصم قال: قال لي عبد الواحد بن زيد : من نوى الصبر على طاعة الله صبره الله عليها وقواه لها، ومن عزم على الصبر عن معاصي الله أعانه الله على ذلك وعصمه عنها، ثم قال لي: أتراك تصبر لمحبته

<<  <   >  >>