فتية يحمِلون فتى من بني عُذْرة قد بلي بدنُه، وكانت له حلاوة وجمال، حتى وقَفُوه بين يديه، ثم قالوا: استشفِ لهذا يا ابن عمّ رسول الله ﷺ. فقال: وما به؟ فترنَّم الفتى بصوتٍ ضعيف لا يتبيَّن وهو يقول:
بنا من جَوَى الأحْزانِ والحُبِّ لوعةٌ … تكادُ لها نفس الشِّفيق تذوبُ
ولكنما أبقَى حشاشةَ مُعْولٍ … على ما به عود هناك صَلِيبُ
وما عَجَبٌ موتُ المُحِبِّين في الهوى … ولكن بقاء العاشِقين عَجيبُ
ثم شهَق شهقة فمات. قال عكرمة: فما زال ابن عباس بقية يومه يتعوّذ بالله من الحبّ!. [ذم الهوى / ٣٣٤].
• وقال بعضهم:[ذم الهوى / ٣٩٢].
وما في الأرض أَشْقَى من محب … وإن وجَد الهوى عذْبَ المَذاقِ
تراه باكيًا في كل حين … مخافَة فُرقةٍ أو لاشتياقِ
فيبكي إن نأوا شوقا إليهم … ويبكي إن دنوا خوفَ الفراقِ
فتسخن عينه عند التنائي … وتسخنُ عينه عند التلاقي
• وعن الضحاك الخُزَامي: أنّ عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ﵁