سنة لا ينزل إلا في يوم واحد، قال: فشبه أو شب الشيطان في عينه امرأة فكان معها سبعة أيام أو سبع ليال. قال: ثم كشف عن الرجل غطاؤه فخرج تائبًا، فكان كلما خطا خطوة صلى وسجد فآواه الليل إلى دكان كان عليه اثنا عشر مسكينا فأدركه العياء فرمى بنفسه بين رجلين منهم، وكان ثم راهب يبعث إليهم كل ليلة بأرغفة فيعطي كل إنسان رغيفًا فجاء صاحب الرغيف فأعطى كل إنسان رغيفا، ومر على ذلك الرجل الذي خرج تائبًا فظن أنه مسكين فأعطاه رغيفًا. فقال المتروك لصاحب الرغيف. مالك لم تعطني رغيفي ما كان بك عنه غنى؟ فقال: أتراني أمسكته عنك. سل هل أعطيت أحدًا منكم رغيفين. قالوا: لا! قال: تراني أمسكته عنك، والله لا أعطيك الليلة شيئًا، فعمد التائب إلى الرغيف الذي دفعه إليه فدفعه إلى الرجل الذي ترك، فأصبح التائب ميتًا قال: فوزنت السبعون سنة بالسبع الليالي فرجحت السبع الليالي، ثم وزنت السبع الليالي بالرغيف فرجح الرغيف. فقال أبو موسى: يا بني اذكروا صاحب الرغيف. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٢٠١].
• وعن عبد الله بن أبي عثمان قال: كان عبد الله بن عمر ﵁ أعتق جاريته التي يقال لها رُمَيثة، فقال: إني سمعت الله ﷿ قال في كتابه: ﴿لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ [آل عمران: ٩٢]، وإني والله إن كنت لأحبّك في الدنيا، اذهبي، فأنت حرة لوجه الله. [صفة الصفوة ١/ ٢٦٩].
• وعن نافع قال: كان عبد الله بن عمر ﵁ إذا اشتد عجبه بشيء من ماله قرّبه لربه ﷿. قال نافع: كان رقيقه قد عرفوا ذلك منه، فربما شمر أحدهم فلزم المسجد، فإذا رآه ابن عمر على تلك الحال الحسنة أعتقه، فيقول له أصحابه: يا أبا عبد الرحمن، والله ما بهم إلا أن يخدعوك. فيقول ابن عمر: فمن خدعنا بالله انخدعْنا له.
قال نافع: فلقد رأيتنا ذات عشية وراح عبد الله بن عمر ﵁ على نجيب له قد أخذه بمال، فلما أعجبه سيره أناخه مكانه، ثم نزل عنه فقال: يا نافع انزعوا زمامه، ورحله، وجللوه، وأشعروه، وأدخلوه في البُدْن. [صفة الصفوة ١/ ٢٦٩].